تراهن أنقرة، بالتوازي مع إعادة تفعيل العلاقات الاقتصادية مع روسيا، على تحفيز الاقتصاد وضخ استثمارات وأموال جديدة في السوق ــ قد تكون نواتها استثمارات خليجية ــ لتعزيز شعبية حكم الرئيس رجب طيب أردوغان وحزبه «العدالة والتنمية»، المنتصر على الانقلابيين. فبالتوازي مع تحذيرات أردوغان للبنوك من فرض أسعار فائدة مرتفعة وتهديده بمعاقبة «من يسير في الاتجاه الخاطئ»، معتبراً أن «تخاذل» البنوك عن «تمهيد الطريق للمستثمرين» سيعتبر بمثابة «الخيانة»، تم الإعلان عن قرب إنشاء أول صندوق سيادي في تاريخها (200 مليار دولار)، يتبع مباشرة لمجلس الوزراء، بهدف دعم مشاريعها الاستراتيجية والتنموية الطويلة الأمد بتمويل منخفض التكاليف.
«الناتو»: عضوية تركيا «ليست محل تساؤل»

ورغم التوتر الظاهر في علاقات أنقرة مع الغرب، فإنها تحاول اللعب ضمن الهامش الذي يضمن لها مكاسبها الاستراتيجية والعسكرية والاقتصادية. ومن جهته، أكد حلف شمال الاطلسي (الناتو) أن عضوية تركيا داخل الحلف «ليست محل تساؤل»، لافتاً في بيان للمتحدثة أونا لونجيسكو، إلى المساهمات الكبيرة التي تقدمها أنقرة داخل المنظومة الأطلسية. وذكر البيان أن أمين عام «الناتو» ينس شتولتنبرغ كان قد تحدث مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، ليلة الانقلاب الفاشل، ومع أردوغان في وقت لاحق، حيث أكّد «دعمه الكامل للمؤسسات الديموقراطية».
أما وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، فقد أوضح أن بلاده «لم تنظر إلى روسيا كبديل» من الغرب، و«لم تعط فرصة للاتحاد الأوروبي ليفرض علينا اختياره أو اختيار روسيا»، لافتاً إلى أن أنقرة تبنّت «علاقات متوازنة مع جميع الأطراف». وأكد أن قرار زيادة تعاون بلاده مع روسيا في مجال الصناعات الدفاعية لا يعتبر خطوة ضد حلف شمال الأطلسي. كذلك أكد أن بلاده تعي مسؤولياتها كدولة عضو في الحلف، مشيراً إلى أن الأخير «لم ينفذ القرارات التي اتخذها بخصوص توفير الحماية لتركيا في مواجهة المخاطر التي تتهددها، بل قامت بعض الدول الغربية، على رأسها ألمانيا، بسحب بطارياتها من تركيا، في الوقت الحرج». وجدّد تأكيد أهمية الزيارة التركية الأخيرة لروسيا، موضحاً أن مجلس التعاون الاستراتيجي للبلدين سيجتمع نهاية العام الحالي أو بداية 2017 كحد أقصى.
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول، رويترز)