نشر "ذي انترسبت"، مساء أول من أمس، رسائل متبادلة بين موظفي المرشحة الديموقراطية، هيلاري كلينتون، تلقي الضوء على العلاقات "الودية" و"المفيدة جداً" بين أعضاء حملتها الانتخابية ومختلف وسائل الإعلام الأميركية، فضلاً عن إستراتيجيات الحملة للاستفادة والتلاعب من خلال هذه العلاقات.
إستراتيجية حملة كلينتون هي ضمان نشر الأخبار التي تريدها
وفي الوقت الذي بات فيه من الواضح التزام وسائل الإعلام الأميركية الرئيسية (مثل "نيويورك تايمز" التي أعلنت دعمها لكلينتون) مهاجمة المرشح الجمهوري دونالد ترامب، خرج هذا الأخير، بتغريدة على "تويتر" قال فيها إن "الإعلام والمنظومة (السياسية الأميركية) يريدانني خارج السباق بشدة ــ لن أنسحب ولن أخذل مناصريّ أبداً". وأتى كلام ترامب رداً على الانتقادات التي تعرّض لها على خلفية نشر صحيفة "ذي واشنطن بوست" مقطع فيديو يعود لعام 2005 ويظهر فيه المرشح الجمهوري مدلياً بتعليقات نابية، ومتفاخراً بمحاولات بذيئة مع النساء.
وقد شهدت الحملة الإعلامية ضد ترامب تصعيداً كبيراً، منذ احتدام السباق بينه وبين كلينتون، إثر انتهاء التمهيديات. وفي هذا الإطار، جاء ما كشف عنه موقع "ذي إنترسبت"، أي "وثائق إستراتيجية داخلية ورسائل بريد إلكتروني"، حصل عليها من مصدر عرّف عن نفسه باسم "جوسيفير 2.0"، وكان مسؤولاً عن اختراقات كبرى سابقة، بما فيها تلك التي استهدفت اللجنة الوطنية الديموقراطية، وأدت الى استقالة مسؤولي المراكز الأربعة الكبار، وفق "ذي انترسبت. وتُبيّن الوثائق أن الإستراتيجية المتبعة ضمن حملة كلينتون، هي ضمان نشر الصحافيين المؤيدين لها الأخبار التي تريد تعميمها، لكن بحسب ما يشير إليه الموقع، نقلاً عن وثائق أرفقها بالتقرير الذي أعده غلين غرينوولد ولي فانغ، فإن موظفي حملة كلينتون لا يصوغون فقط الأخبار التي يريدون نشرها، ولكنهم أيضاً يحدّدون تفاصيل الخبر في أحيان كثيرة.
ومثال على ذلك، ما ذكرته وثيقة يعود تاريخها إلى كانون الثاني 2015، وتهدف إلى تحضير الأخبار بشأن قرار كلينتون الترشح للرئاسة. ففي هذه الوثيقة جرى وصف مراسلة "بوليتيكو" و"نيويورك تايمز" ماغي هابرمان، بأنها "صحافية صديقة كانت قد غطّت قصصاً لنا في الماضي ولم تخيّب آمالنا أبداً". وكشفت تلك "الوثيقة الإستراتيجية" كيف أن مساعدي كلينتون أوضحوا لهابرمان كيفية كتابة الخبر بالدقة والتأمل العميق في ما يتعلق بقرار مشاركة كلينتون.
كذلك، ذكرت وثائق أخرى من اعتبرتهم الحملة بأنهم "البدائل" الذين يمكن الوثوق بهم: مثل هيلاري روزين من شبكة "سي إن إن"، ودونا برازيل، إضافة إلى رئيسة "مركز التقدم الأميركي" نيرا تاندين.
(الأخبار)