تمثّل الدوحة قاعدة دبلوماسية لحركة طالبان منذ عام 2013
يشار إلى أن الدوحة أنشأت قاعدة دبلوماسية لـ«طالبان» منذ عام 2013 حين مُنحت الحركة الإذن بتأسيس مكتب لها في العاصمة القطرية، وعُدّ الأمر واحداً من بين عدة مبادرات أعادت تحريك «عملية السلام»، التي لم تفض إلى شيء بعد. وكانت «طالبان» قد أكدت، في كانون الثاني الماضي، أن «المكتب السياسي» في الدوحة هو الكيان الوحيد المخول إجراء مفاوضات عنها، وذلك عقب المحادثات الرباعية مع الصين والولايات المتحدة والحكومة الأفغانية وباكستان. وقد أعادت الحركة فتح مكتبها في الدوحة في أيار 2015، بعدما أغلقته في 2013 تموز اعتراضا على إزالة علمها وشعاراتها عنه. ومن المتوقع أن ينضم الملا محمد يعقوب، ابن الملا عمر، إلى مجموعة الدوحة، وفق مصدر «طالبان»، في خطوة من شأنها أن تعزز سلطة مكتب الحركة في الدوحة.
أما اللافت، فهو عدم مشاركة أي مسؤول باكستاني في جولتي المحادثات، وفق عضو في مجلس القيادة في «طالبان». وقال هذا العضو لـ «الغارديان» إن إسلام أباد خسرت الكثير من نفوذها التقليدي على حركة «طالبان»، التي ارتبطت بها منذ صعودها في منتصف التسعينيات، وذلك بالرغم من أن الاجتماع العلني الأخير بين الطرفين عقد في باكستان في تموز 2015، وحضره مسؤولون باكستانيون وأميركيون. لكن باكستان لم تتمكن من إدارة أي اجتماعات أخرى بعد مقتل الملا منصور. كذلك، فإن الاجتماع الرباعي مع الولايات المتحدة والصين وأفغانستان، بداية العام الحالي، الذي كان هدفه إطلاق جولة جديدة من المفاوضات أخفق في تحقيق هذا الهدف أيضا.
وعن الغياب الباكستاني، أشار معاون قريب من الرئيس الأفغاني، أشرف غني، إلى أن كلا من الحكومة الأفغانية و«طالبان» أصيبت بخيبة أمل كبيرة من باكستان لأنها «لم تكن صادقة... لم نعد بحاجة إليها وطالبان تؤمن بذلك أيضا».
في المقابل، قال مسؤول غربي في كابول إن باكستان تعمل على استعادة السيطرة على العملية وذلك عبر اعتقالها مسؤولين في «طالبان». وأضاف أن آخر هذه الاعتقالات وقع في 8 تشرين الأول، إذ اعتقل الملا أحمد الله ناني في مدينة كويته جنوب غرب باكستان، وهو كان مسؤولا عن مالية الحركة، ويعيش على نحو علني في إحدى ضواحي المدينة. كذلك، اعتقل الأمن الباكستاني مسؤولا آخر عن المالية في «طالبان»، وهو الملا صمد ساني، الذي كان رئيس شرطة قندهار خلال حكم «طالبان» في التسعينيات. ويشير المعاون المقرب من الرئيس غني إلى أنّ الذين اعتقلوا أخيرا هم «من مؤيدي الملا منصور...ويشكّون في أن للحكومة الباكستانية يدا في مقتله، ولذلك فهم لا يثقون بها». وأضاف أن الرد «المنطقي هو وضعهم بعيدا وإفقادهم الثقة، ودعم من هم مباشرة تحت قيادتها».
من جهة ثانية، شهدت المحادثات حضور شخصية دبلوماسية أميركية بارزة، وهو ما لم تنفه أو تؤكده السفارة الأميركية في أفغانستان. وأشار عضو في مجلس القيادة في «طالبان» لصحيفة «الغارديان» إلى أن الحضور الأميركي جعل الاجتماع ممكنا، لأن «طالبان ترى أن المسألة الأفغانية خلاف مع كل من الأميركيين والحكومة»، متابعا أنه «إذا تمكنت هذه الأطراف الثلاثة من عقد اجتماعات تمهيدية، فإن هذا سيخلق قاعدة متينة لتطورات إيجابية». وقال إن الملا أخند «أوفدته خصيصا إلى الدوحة قيادة طالبان، وذلك من أجل التأكيد على أهمية هذه المحادثات». وأضاف إن حضور الملا أخند أعطى «المحادثات أهمية، وأظهر أن طرفي الحركة، السياسي والعسكري، يسيران في الاتجاه عينه».
(الأخبار)
لا قرار «طالبانياً» موحّداً
لطالما كانت «طالبان» منقسمة بشأن «عملية السلام» مع سلطات الدولة الأفغانية، بين قادة عسكريين يقاتلون في أفغانستان، وآخرين متمركزين في باكستان كانوا يفضلون الدخول في العملية. وقد أخفقت كل المحاولات السابقة لإيجاد حل سياسي للنزاع بين الحركة والحكومة الأفغانية. ووفق مسؤول أمني غربي فإن هجوم «طالبان» الأخير على عواصم مقاطعات في البلاد مثّل مؤشرا أساسيا إلى أن «المقاتلين يريدون استكمال استراتيجية عسكرية بغض النظر عن السياسة»، لكنه أضاف «أننا نسمع دائما تلميحات ومؤشرات إلى أن شخصيات بارزة في طالبان تريد الخوض في مفاوضات».