أظهر آخر استطلاع للرأي أجرته صحيفة «واشنطن بوست» وشبكة «إي بي سي نيوز» أن المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون، والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، متعادلان بنسبة 46 في المئة بالنسبة إلى الناخبين المحتملين، فيما رأى هؤلاء أنّ ترامب أكثر «صدقاً». ويأتي ذلك بعد يوم من تقدّم ترامب بنقطة واحدة على منافسته، لأول مرة منذ شهر أيار الماضي.وأشار الاستطلاع إلى أن 59 في المئة من الناخبين لا يوافقون على طريقة معالجة كلينتون للأسئلة المتعلقة بقضية بريدها الإلكتروني. وفي صفوف الجمهوريين، قال 90 في المئة إنهم «غير راضين» عن أجوبتها، فيما شدد 85 في المئة منهم على أنهم «غير راضين على الإطلاق». أما عند المستقلين، فقد أبدى 67 في المئة منهم عدم موافقتهم على طريقة تعامل كلينتون مع هذه الأسئلة، بينما انتقد 29 في المئة هذه المسألة.
أوباما للناخبين: مصير الجمهورية بين أيديكم، لا تختاروا ترامب

كذلك، تقدّم ترامب على منافسته بثماني نقاط عند سؤال الناخبين المحتملين عن المرشح «الصادق والجدير بالثقة»، إذ صوّت 46 في المئة لترامب و38 في المئة لكلينتون بعدما كانا متعادلين في أيلول. ووفق الاستطلاع، فإن التقدم الأكبر لترامب كان عند المستقلين، ذلك أن 49 في المئة يعتقدون الآن أنه «أكثر صدقاً» في مقابل 29 في المئة صوّتوا لكلينتون.
ولعل هذا التغيير جاء نتيجة إعلان مكتب التحقيقات الفدرالي إعادة فتح قضية الرسائل الخاصة بكلينتون، والتي كان قد جرى إغلاقها. وقد استدعى هذا الأمر انتقاداً من الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي قال أمس: «نحن لا نعمل استناداً إلى معلومات غير مكتملة... نحن لا نعمل استناداً إلى تسريبات. نحن نرتكز في عملنا على قرارات ملموسة تم اتخاذها». وأشار أوباما إلى أنه «عندما تمّ التحقيق في هذا الأمر بشكل دقيق المرة الماضية، خلص مكتب التحقيقات الفدرالي ووزارة العدل وتحقيقات الكونغرس المتعاقبة إلى أن كلينتون ارتكبت بعض الأخطاء، لكن ليس هناك ما يدعو إلى ملاحقتها قضائياً».
وتعرّض مدير مكتب التحقيقات الفدرالي، جيمس كومي، لانتقادات شديدة من الديموقراطيين بسبب إعادة فتحه التحقيق مع كلينتون، قبل وقت قصير من انتخابات الرئاسة في الثامن من تشرين الثاني. واعتبر إعلان كومي خروجاً على سياسة وزارة العدل، التي تقتضي أن لا يتم التعليق على التحقيقات الجارية أو التصرّف قبل فترة قصيرة من الانتخابات، بما يمكن أن يؤثر على نتائجها.
وعلى الرغم من أن أوباما شدد على أنه «يبذل جهداً عن عمد للتأكد من عدم التدخل في ما يفترض أن يكون عملية مستقلة»، فقد أعرب عن ثقته بـ«نزاهة» كلينتون.
وخلال تجمع انتخابي في شابيل هيل في ولاية كارولاينا الشمالية مساء أمس، توجه الرئيس الأميركي إلى الناخبين قائلاً: «لديكم ستة ايام لتقرير مستقبل هذا البلد الذي نحبه كثيرا... وعندما قلت إن مصير الجمهورية بين أيديكم لم أكن أمزح». وأوضح «كنتُ مرشحا ضد جون ماكين كما كنت مرشحا ضد ميت رومني... لم يخطر ببالي أبدا أن الجمهورية كانت ستكون في خطر لو فازا»، معتبرا ان اميركا لا يمكن ان تسمح لنفسها بانتخاب رئيس «يقترح ممارسة التعذيب»، ومتسائلا كيف يمكن «اعطاء الشيفرة النووية لشخص لا يمكن أبدا توقع ما يمكن أن يقوم به؟».
ويتمتع أوباما بنسبة شعبية كبيرة (54% بحسب الاستطلاع الأخير لمعهد غالوب)، وهو يكثّف في الأيام الأخيرة المتبقية له جهوده لضمان انتخاب كلينتون خليفة له. وصباح أمس، دعا الأميركيين المنحدرين من أصول أفريقية إلى التصويت لكلينتون.
وفي حين تحاول كلينتون استمالة الديموقراطيين المؤيدين لأوباما، أشارت صحيفة «ذي واشنطن بوست» إلى أن ترامب لا يزال يجد صعوبة في كسب تأييد الجمهوريين وثقتهم، ولذلك فإنه يحاول أن يُظهر نفسه أمام المستقلين والناخبين من الطبقة العاملة على أنه المرشح الذي لن يتخطى «الإحباط الاقتصادي» الذي يشعرون به.