■ ما مدى أهمية دراسة السلوك الانتخابي وأنماطه؟تجد الأطراف المختلفة المشاركة في الانتخابات، وفي الحالة الأميركية الحزبان «الجمهوري» و«الديموقراطي»، صعوبة، من الناحية الاستراتيجية، في تحديد مؤيديهم وسلوكهم الانتخابي وتقييم احتمالية مشاركتهم الفعلية في العملية الانتخابية. فعند استخدام تكتيكات تعبوية، تستهدف الحملة المناصرين للحزب الذين قد لا يشاركون فعلياً في التصويت من دون تشجيع. وعند استخدام تكتيكات إقناعية، تحاول الحملة التوجه إلى الناخبين المستقلين، أو الذين لديهم نية تغيير انتمائهم السياسي نتيجة عوامل مستجدة، ولكنهم ليسوا مقتنعين بعد بأهلية المرشح في قيادة البلاد.
85 في المئة من الجمهوريين سيصوتون لترامب حتى لو اختلفوا معه

■ ما هي العناصر الأساسية التي تؤثر في السلوك الانتخابي؟ وكيف يستخدم الطرفان هذه العناصر لكسب المزيد من الأصوات؟
الغالبية العظمى من الأميركيين كانوا قد حسموا موقفهم من الانتخابات حتى قبل بدء الموسم الانتخابي والحملات. فهم سيصوّتون للحزب الذي يتماهون ويتفقون معه على المدى الطويل. هذا الرابط «الطويل الأمد» بين الحزب والناخب المؤيد هو ما يجعل بعض الولايات «حمراء» (أي إنها محافظة ومحسوبة على «الحزب الجمهوري»)، و«زرقاء» (محسوبة على «الحزب الديموقراطي»). ولكنّ هناك عنصراً أساسياً مؤثراً إلى حدّ بعيد، وهو شخصية المرشح نفسه وصفاته التي قد تقرّبه أو تبعده عن الناخبين المؤيدين للحزب الذي يمثله. ما يجعل هذه الانتخابات «غير اعتيادية» هو أن كلا المرشحين (كلينتون وترامب) غير محبّذين لدى الناخبين، وُينظر إليهما بطريقة سلبية.

■ شهدنا في الأيام الماضية تقلّبات في استطلاعات الرأي. كيف يمكننا فهم هذا السلوك؟
الناخبون نوعان، نوع له انتماء حزبي، أو تعاطف مع أحد الأحزاب، ونوع آخر سيقرر الجهة التي سيصوّت لها خلال الفترة الانتخابية. على الرغم من أن معظم الناخبين لديهم «انتماء» أو «تعلّق» حزبي، فحوالى ثلث الناخبين مستقلون ولم يقرروا بعد. هؤلاء الناخبون «العائمون» غالباً ما يتأثرون بطريقة عمل الحملات، وشخصية المرشحين وأدائهم، وبالطبع التغطية الإعلامية، وبالتالي نشهد تقلبات في الاستطلاعات بعد نشر الاعلام لفضائح شخصية تتعلق بالمرشح مباشرةً (مثل قضية البريد الإلكتروني الشخصي لهيلاري، وتصريحات وسلوكيات ترامب المثيرة للجدل).

■ ما مدى أهمية «الانتماء الحزبي» وتأثيره في هذه الانتخابات بالذات؟
في الواقع، إن «الانتماء الحزبي» مؤثر إلى حدّ كبير، حتى ولو تراجع هذا التأثير بنسبة ضئيلة جداً مقارنةً بالسنوات الماضية. فتقريباً، 85 في المئة من الجمهوريين سيصوّتون لترامب حتى ولو اختلفوا معه، وحوالى 90 في المئة من الديموقراطيين سيصوّتون لهيلاري، بصرف النظر عمّا قد يُقال أو يُكتب عنها.