سعى الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في خطابه الأخير، إلى تهدئة الجدل «المتفاقم» حيال الأمن القومي الأميركي، مع بدء احتدام معركة الانتخابات الرئاسية. ورأى أن تنظيم «داعش لا يشكل تهديداً وجودياً»، للولايات المتحدة، محذراً، في الوقت نفسه، من أن الحديث عن هذه المخاوف يؤدي فقط إلى «تقوية أعداء أميركا».
وحذّر الرئيس الديموقراطي، في خطابه الذي ألقاه أمام الكونغرس، في العاصمة واشنطن، حول حال الاتحاد، خصومه الجمهوريين، الذين يدينون غياب استراتيجية حقيقية لمواجهة «داعش» في سوريا، من «التصريحات المبالغ فيها»، القائلة بوجود «حرب عالمية ثالثة»، معتبراً أنهم «يفعلون ما يريده الجهاديون».
يسعى أوباما إلى خلافة بان كي مون في رئاسة الأمم المتحدة

ورأى أوباما أن «داعش سيتلقن الدروس نفسها، كالإرهابيين السابقين، حتى وإن لم يتحرك الكونغرس»، مضيفاً: «إذا كنتم تشكّون في التزام أميركا، أو التزامي، بإحقاق العدل، فاسألوا أسامة بن لادن»، الذي قتل في عملية أميركية في باكستان في أيار عام 2011.
وعن الانتخابات الرئاسية الأميركية، انتقد أوباما المرشحين الجمهوريين لخطابهم «المعادي للمسلمين»، واتهم منتقديه بإعطاء ميزة لتنظيم «داعش». وفي انتقادٍ مباشر لمرشح الجمهوريين، المحتمل، للرئاسة، دونالد ترامب، قال أوباما إن «إهانة المسلمين أضرّت بالولايات المتحدة وخانت هويتها»، مضيفاً: «عندما يُهين الساسة المسلمين، هذا لا يجعلنا أكثر أمناً، بل يقلل من شأننا في عيون العالم».
وفي موازاة ذلك، نقلت وسائل إعلامية عن مصادر مطلعة أن أوباما أجرى اتصالات مع شخصيات متنفذة، في حزبه الديمقراطي وخصمه الجمهوري، بينهم متنفذون في «اللوبي الصهيوني» في الولايات المتحدة، بهدف خلافة بان كي مون، على رأس الأمم المتحدة، أوائل العام المقبل.
على صعيدٍ آخر، تحدّث أوباما عن الوضع الاقتصادي الأميركي، واصفاً إيّاه بـ«الأقوى والأكثر استمرارية في العالم». وقال إن «كل ما يُحكى عن تراجع الاقتصاد الأميركي مجرد خيال. لكن ما هو صحيح ويدفع الكثير من الأميركيين إلى القلق، هو التغيير الاقتصادي بعامل القوّة، بعد انكماش كبير، لفترة طويلة».
أما عن العلاقات مع كوبا، فقد لفت الرئيس الأميركي إلى أن «الأعوام الخمسين التي مرت من عزل كوبا، لم تنجح في نشر الديموقراطية وأدت إلى تراجعنا في أميركا اللاتينية». وأضاف: «هل تريدون تعزيز قيادتنا وصدقيتنا في القارة؟ اعترفوا بأن الحرب الباردة انتهت. ارفعوا الحظر»، مؤكداً أنه سيواصل جهوده «لإغلاق سجن غوانتانامو»، لأنه «غير مجدٍ».
وتلا الخطاب ردود فعلٍ من «الجمهوريين» المنتقدين لأوباما. وردّ «الجمهوري» على الخطاب بكلمة مقتضبة، ألقتها حاكمة ولاية ساوث كارولينا، نيكي هيلي، فاعتبرت أن «أوباما لا يفي بوعوده، ما يثير الإحباط». وأضافت، موجهةً خطابها إلى الأميركيين: «نعرف ما يحدث حقّاً في واشنطن... لستم سذجاً ولا نحن كذلك». وقالت إنّ «الكثير من الأميركيين لا يزالون يعانون من اقتصاد ضعيف للغاية لزيادة عائداتهم، والأسوأ من هذا أننا أمام أخطر تهديد إرهابي تواجهه بلادنا منذ الحادي عشر من أيلول 2001، وهذا الرئيس يبدو إما رافضاً أو عاجزاً عن الرد عليه».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)