هبطت في مطار «بن غوريون» (اللدّ)، في تل أبيب، مساء أمس، طائرة تابعة لشركة «إير إنديا»، قادمة من الهند عبر الأجواء السعودية. الخطوة اعتُبرت، من جانب إسرائيل، «أول علاقة مدنيّة مع الرياض ودول الخليج»، وتمهيداً لتطوير العلاقات وفتح باب التطبيع مع هذه الدول. واحتفاءً بالخطوة السعودية، نُظّم احتفال في مطار اللدّ لحظة هبوط الطائرة القادمة من الهند عبر الرياض، شارك فيه كلّ من وزير المواصلات والاستخبارات، يسرائيل كاتس، ووزير السياحة، ياريف ليفين، ومدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية، أمير هيلفي، ومسؤولين من السفارة الهندية في تل أبيب، إلى جانب مدير المطار نفسه.
ضمن هذا الإطار، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، إنه يمكث في «البلاد حالياً طاقم الطيارين الذين سيحلّقون للمرة الأولى في الاتجاه المعاكس إلى الهند، والذي كان قد وصل البلاد قبل ثلاثة أيام». وأشارت إلى أن الرحلة الجوية باتت تستغرق ستّ ساعات فقط، وذلك بفضل فتح الرياض أجواءها للرحلات من إسرائيل إلى الهند وبالعكس.
الوزير ليفين وصف الحدث بـ«التاريخي»، معرباً عن سروره «نتيجة الجهد المبذول مع الهند في السنوات الأخيرة، والذي أثمر عن فتح خطّ طيران مباشر بين نيودلهي وتل أبيب، ونتيجة لذلك اتّسعت دائرة الحركة السياحية بين الجانبين». أمّا كاتس، فقال إنّ «هذه لحظة تاريخية، ارتبطت فيها أجواء تل أبيب والرياض في رحلة واحدة مباشرة... احتفالنا اليوم بالعلاقة المدنيّة الأولى مع السعودية ودول الخليج».
في السياق، أضاف كاتس، أنه «بعد التوقيع على اتفاقية الأجواء المفتوحية مع دول الاتحاد الأوروبي، لم نتجرّأ على أن نحلم بأن تفتح دول عربية أجواءها لنا... وها هي اليوم (أمس) طائرة إير إنديا تصل إلينا مباشرة في مسار يمرّ فوق الرياض». وبحسب كاتس، فقد سافر عبر مطار اللد في السنة الأخيرة «23 مليون مسافر، وفي العام المقبل سيتبوّأ مطار اللدّ، إلى جانب مطارات عالمية أخرى، مركزاً مهماً مع وصول المسافرين عبره إلى 25 مليوناً».
ضمن هذا الإطار، شرح كاتس أنه في المرحلة المقبلة «يعمل هو باسم الحكومة الإسرائيلية على مشروع السكك الحديدية الذي ينطلق من ميناء حيفا ويصل إلى الأردن والخليج والسعودية، في مصلحة واضحة لتنمية الاقتصاد الإسرائيلي».
يُذكر أنّ الرحلة المباشرة بين مومباي ونيو دلهي وتل أبيب، باتت ممكنة بعد موافقة الرياض على فتح أجوائها للطائرات الهندية المتجهة إلى فلسطين المحتلة. في المقابل، تطالب شركة الخطوط الوطنية الإسرائيلية (إل- عال)، الرياض بأن تسمح لها بالمثل. كذلك يُشار إلى أن طائرة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وصلت العام الماضي (أيار) من الرياض إلى تل أبيب مباشرة، وكانت رحلته هي الأولى المباشرة من السعودية إلى فلسطين المحتلة.