في وقتٍ تتصاعد الحرب التجارية بين كل من الصين والولايات المتحدة، على خلفية قرار دونالد ترامب فرض رسوم جمركية على صادرات الصين من الصلب والألومنيوم، أعلنت بكين، أمس، فرضَ رسوم جمركية تتراوح قيمتها بين 15 إلى 25 في المئة، على 128 صنفاً من المنتجات التي تستوردها من الولايات المتحدة.جاءت الإجراءات الصينية التي فرضتها لجنة الرسوم الجمركية في مجلس الدولة، بعد أسابيع من تبادل تصريحات أثارت مخاوف من حرب تجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
وكانت إدارة ترامب ذكرت أن الرسوم التي فرضتها على واردات الصلب والألومنيوم تهدف إلى «حماية الأمن القومي» للولايات المتحدة، لكن وزارة التجارة الصينية رأت فيها «مخالفة» لقواعد منظمة التجارة العالمية؛ إذ اعتبرت في بيان على موقعها الالكتروني، أن الإجراءات الأميركية «موجّهة ضد عدد قليل من الدول فقط، في انتهاك خطير لمبدأ عدم التمييز الذي يشكل أساس نظام التجارة التعددي، ما يلحق ضرراً خطيراً بمصالح الجانب الصيني».

مواجهة «العجز»

تسعى إدارة ترامب لمواجهة العجز التجاري الأميركي مع بقية العالم، معتبرة أن السلع المستوردة كثيراً ما تكون مدعومة في شكل غير قانوني. وفي حالة الصين، طالب ترامب العملاق الآسيوي بتقليص فائضه التجاري مع واشنطن بما لا يقل عن مئة مليار دولار (تعاني الولايات المتحدة عجزاً تجارياً هائلا مع بكين بلغ في 2017 ما قيمته 375.2 مليار دولار).


وبعدما حذرت بكين في آذار/ مارس الماضي من أنها تدرس فرض رسوم جمركية تتراوح بين 15 و25 في المئة على عدد من المنتجات الأميركية بينها النبيذ والمكسرات وخردة الألمنيوم، أعلنت الصين أن هذه الرسوم دخلت حيز التنفيذ اليوم.
قالت وزارة التجارة الصينية: «نأمل في أن تتمكّن الولايات المتحدة من سحب الإجراءات التي تنتهك قواعد منظمة التجارة العالمية في أسرع وقت ممكن لإعادة تبادل السلع إلى المسار الطبيعي». وأضافت أن «التعاون بين الصين والولايات المتحدة أكبر اقتصادين في العالم هو الخيار الصحيح الوحيد».
وعلّق ترامب موقتاً الرسوم المفروضة على الاتحاد الأوروبي والأرجنتين وأستراليا والبرازيل وكندا والمكسيك وكوريا الجنوبية. لكن البيت الأبيض كشف أنه ينوي فرض رسوم على سلع صينية بقيمة ستين مليار دولار بسبب «سرقتها» للملكية الفكرية. ودعت الصين الولايات المتحدة إلى وقف «ترهيبها الاقتصادي»، مؤكدةً أنها مستعدة للردّ.