صدرت مذكرات المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) التي انتظرها كثيرون في الولايات المتحدة والعالم لكشفها أسراراً عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب.حملت المذكرات عنوان «ولاء أعلى: الحقيقة والأكاذيب والقيادة» وتصدرت المبيعات على موقع «أمازون»، لا سيما بعد هجوم ترامب على كومي في الأيام الأخيرة ومقابلة كومي مع قناة «إي بي سي» الأميركية.


كان قلقاً من التسريبات
يتضمن الكتاب الذي قدّمته وزارة العدل يوم أمس، إلى ثلاث لجان في مجلس النواب، محادثات جرت بين كومي وترامب، كشفت أن الأخير تحدّث مراراً عن قلقه من «مزاعم مشينة في ملف للاستخبارات والحاجة لضمان الولاء واستبعاد من يقومون بتسريب أي معلومات». وتذكر المذكرات ملاحظات على اجتماع في برج ترامب في نيويورك في كانون الثاني 2017 قبل وقت قصير من تنصيبه، وتحدث كومي خلال هذا الاجتماع بمفرده مع الرئيس المنتخب عن الملف الذي يشمل تفاصيل عن لقاءات مزعومة بين ترامب وبائعات هوى في موسكو عام 2013.
وتصف المذكرات عشاء جمع كومي وترامب في البيت الأبيض بعد نحو أسبوع من حفل التنصيب، قال كومي إن ترامب أبلغه خلاله أنه ينتظر منه «الولاء».
كذلك، يشير كومي الذي أقاله ترامب في شهر أيار/ مايو الماضي فيما كان يتولّى تحقيقاً في مزاعم تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية، إلى ترامب بكونه «شخصاً مخادعاً وأنانياً»، مقارناً أساليبه بسلوك زعماء المافيا.
من جهته، قال ترامب عقب صدور المذكرات عبر «تويتر»: «مذكرات جيمس كومي صدرت للتو وتظهر بوضوح أنه لم يكن هناك مؤامرة أو عقبات. كما سرب معلومات سرية. يا للعجب! هل ستستمر مطاردة الساحرات؟».


ترامب تهديد لدولة القانون
في مقابلة أجريت معه للمدونة الصوتية «New Yorker Radio Hour» التابعة لمجلة «نيويوركر» الأميركية، اعتبر كومي أن ترامب «يشكل تهديداً كبيراً لدولة القانون»، موضحاً أن دولة القانون «ليست في خطر بعد لأنها متينة وصامدة لكنها تتطلب تيقظاً في كل لحظة». وقال إن الأعضاء الجمهوريين في الكونغرس متواطئون مع الرئيس، قائلاً: «يجب أن يتساءل هؤلاء الأشخاص، وليس هم وحدهم: ماذا سأقول لأحفادي؟»، وذلك رداً على سؤال حول الرئيس الجمهوري لمجلس النواب بول راين ونظيره في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل. وتابع كومي: «أتفهّم أن تكون لديهم أولويات سياسية، لكن أحفادكم سيدرسون ذلك في أحد الأيام وسيتساءلون: كنتم هناك وماذا فعلتم؟».
وأوضح أن هؤلاء ولقاء «إصلاح مالي» أو تعيين «قاض في المحكمة العليا»، قدّموا تنازلات «حول ما يشكل هويّتنا»، مضيفاً: «لسنا سوى مجموعة أفكار وقيم وتطلعات».
إلى ذلك، ورداً على سؤال عمّا إذا كان يعتبر ترامب «متعصباً» (Bigot)، قال كومي إنه لا يستطيع لفظ هذه الكلمة، لكنه أكد في الوقت نفسه أن الكفاءة الأخلاقية لترامب كانت معيبة في أعقاب مسيرات العنصرية البيضاء في شارلوتسفيل في فرجينيا الصيف الماضي.