تنشغل إسرائيل في مواجهة الحراك الفلسطيني المنطلق من قطاع غزة، مع قلق وخشية من الآتي. لكن في الموازاة، لا تخفي الخشية والقلق من تطورات الساحة السورية، الأكثر حضوراً وإقلاقاً على طاولة القرار في تل أبيب، ربطاً بتداعياتها وإمكانات التصعيد الكامنة فيها، على خلفية الوعود الإيرانية بالرد على اعتداء مطار «تي فور» السوري.على هذه الخلفية، تسعى إسرائيل إلى رفع الصوت عالياً، تهويلاً على الساحة السورية وأعدائها فيها: الدولة السورية وحلفائها، في محاولة منها لمنع الرد أو تأجيله، أو الغائه بالمطلق. محاولة تستخدم فيها كل الإمكانات، ومن بينها توجيه التهديدات، التي باتت خبزاً يومياً في الإعلام العبري، وفي المواقف الصادرة عن المسؤولين الإسرائيليين. حجم التهويل يشير إلى شدة القلق واتساعه.
وزير الأمن أفيغدور ليبرمان أكّد من جديد «جبروت» الجيش الإسرائيلي و«النصيحة» بعدم اختباره، قائلاً «أنصح كل الموجودين على الحدود الشمالية بأن يفكروا جيداً ماذا يفعلون. من الأجدر لهم أن لا يختبروا الجيش الإسرائيلي أو دولة إسرائيل. نحن مستعدون لأي سيناريو. نحن مستعدون لسيناريو متعدد الجبهات، ولا أذكر أبداً حالة استعداد وتأهب كهذه، سواء في الجيش أو لدى الشعب الإسرائيلي». تصريحات وتهديدات صدرت من تل أبيب في الأيام القليلة الماضية، أعادت إلى الأذهان تهديدات سبقت رد حزب الله على اعتداء إسرائيل في القنيطرة عام 2015.
أضاف ليبرمان رداً على أسئلة وجهها له إعلاميون، وتحديداً بما يتعلق بـ«فرصة اندلاع حرب»، أنّ «هذه التهديدات التي نسمعها منذ سنوات لا تؤثر فينا! نحن لا نريد نشوب حرب، بل على النقيض من ذلك، نريد الهدوء والسكينة والأمن، لكن إذا بادر أحد ما إلى شن حرب، فعليه أن يتحمل المسؤولية عن ذلك. وكما قلت نحن جاهزون، جيشاً وشعباً».
إلى ذلك، طلب رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، من الدبلوماسيين الأجانب الذين التقاهم في القدس المحتلة، «التحدث علناً ضد إيران لانها عدوة لنا وللعالم العربي والحضارة». وأضاف: علينا مواجهة إيران لأنها «تريد احتلال الشرق الأوسط». وأضاف نتنياهو الى تحريضه التأكيد على «تفاؤله» من مواقف «الجيران العرب» الذين يتطلعون إلى حياة أفضل، وقال «أنا متفائل بشأن السلام لأن إسرائيل والدول العربية لديها عدو مشترك، ويريدون حياة أفضل».
وفي إجراء نادر جداً، لكنه لافت، أعاد موقع «واللا» العبري نشر الجزء المتعلق بالساحة السورية من مقابلة مع ليبرمان، كان قد نشرها قبل ثلاثة أيام، أكد فيها أن إسرائيل لن تسمح لبوتين بتقييد «النشاطات» الإسرائيلية في سوريا.
وفي رد على سؤال: «الى أي مدى يمكن لبوتين السماح لإسرائيل بالتحرك في سوريا»، أجاب ليبرمان: «لن نقبل منه أي قيود عندما تتعلق المسائل بمصالح إسرائيل الأمنية. إلى الآن، تمكنّا من تجنب الاحتكاك المباشر معهم (الروس)، ولدينا قنوات اتصال نظامية، أثبتت نجاعتها».