طغت قضية «النووي الإيراني» على المحادثات الأميركية ــ الفرنسية، اليوم، إذ أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، استعداده للعمل مع واشنطن على تعديل الاتفاق النووي الموقّع بين إيران والدول الستّ في 2015، بعدما وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاتفاق بـ«الكارثي»، كما أشار الجانبان إلى أن أزمة سوريا ينبغي أن تكون جزءاً من إطار أوسع في التعامل مع إيران.ومع اقتراب موعد 12 أيار/ مايو الذي حدّده ترامب لبتّ موقفه النهائي من الاتفاق، هاجم الرئيس الأميركي هذا الاتفاق مجدداً، خلال لقائه ماكرون في البيت الأبيض. والأخير جاء إلى واشنطن لـ«يقنع» ترامب بضرورة عدم التخلي عن الاتفاق!
في مستهل محادثاته مع ماكرون في المكتب البيضاوي، قال ترامب «الاتفاق مع إيران كارثة... الناس يعرفون موقفي من الاتفاق، إنه اتفاق فظيع لم يكن ينبغي التوصل إليه مطلقاً». وفيما أشار إلى أن الجمهورية الإسلامية ستواجه «مشاكل أكثر خطورة من أيّ وقتٍ مضى، إذا فعّلت برنامجها النووي»، أضاف «سنناقش» هذا الاتفاق.
في ردّه على ترامب، اعتبر ماكرون أنّ الهدف المشترك هو «تجنّب التصعيد وانتشار الأسلحة النووية في المنطقة. والسؤال هو، ما هي الوسيلة الأفضل» لتحقيق ذلك؟ وإذ أكد أن من الضروري احتواء إيران في المنطقة، أشار في السياق إلى أن اتفاق إيران النووي مهم جداً، وجزء من قضية الأمن في المنطقة.
وعقب الاجتماع الثنائي في البيت الأبيض، قال ترامب للصحافيين: «أعتقد أننا أجرينا حقاً بعض المحادثات الموضوعية بخصوص إيران. ونتطلع قدماً لفعل شيء ما»، مضيفاً «قد نتوصل على الأقل إلى اتفاق في ما بيننا سريعاً جداً. أعتقد أننا قريبون جداً من فهم بعضنا بعضاً».
في وقت سابق، أكد الرئيس الأميركي أن الإدارة الأميركية اتّخذت قرار تنفيذ غارات ضدّ سوريا بالتنسيق مع الحكومة الفرنسية، مردداً: «الآن زمن القوة... دعونا نكون أقوياء... دعونا نكون متّحدين... دعونا نكرم ماضينا ونواجه مستقبلنا بكل ثقة وكبرياء... ونسمح للولايات المتحدة وفرنسا بالوقوف إلى الأبد للتضامن من أجل قضية الحرية والسلام النبيلة».

أبرز ما قاله ترامب في المؤتمر الصحافي:
أريد سحب القوات الأميركية من سوريا، ولكن من دون منح إيران فرصة الوصول إلى البحر المتوسط‎: «نريد العودة إلى الوطن وسنعود، لكننا نريد أن نترك أثراً قوياً ودائماً».
على دول الخليج أن تزيد مساهماتها المالية من أجل طرد الإرهابيين في سوريا
سنناقش القضية السورية في إطار اتفاقٍ شامل.
لا بد من أن نبذل المزيد من الجهود لمنع إيران من استغلال الفراغ الذي سيحصل في المنطقة
دمرنا تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا
إذا هددت إيران الولايات المتحدة بأيّ وسيلة فسوف تدفع الثمن
يجب التوصل إلى اتفاق نووي جديد مع إيران يستند الى أسس متينة

... وماكرون
ناقشنا بعمق الملف الإيراني مع الولايات المتحدة وليس لدينا المواقف ذاتها
الاتفاق النووي مع إيران سيئ وغير كاف، لكنّنا بحاجة إليه، ونرغب في العمل على اتفاق جديد مع إيران
نريد العمل على إنهاء النشاط النووي لإيران والنشاط البالستي وتقليص دورها في المنطقة
لا أعلم ما الذي سيقرره ترامب بشأن الاتفاق النووي مع إيران
لا يمكن تمزيق الاتفاق النووي مع إيران دون إيجاد إطار بديل أوسع من الاتفاق الحالي
قررنا زيادة مساهمتنا في القتال ضد داعش بسوريا‎
من المستحيل تحديد جدول زمني لإنهاء التدخل الفرنسي في سوريا
الهدف الأول من التدخل في سوريا هو إنجاز المهمة ضد الدولة الإسلامية والجماعات المتشددة الأخرى
أزمة سوريا ينبغي أن تكون جزءاً من إطار أوسع في التعامل مع إيران


ترامب يكافح القشرة
قبيل بدء محادثاتهما في المكتب البيضاوي، قال ترامب لنظيره الفرنسي «الجميع يقولون يا لها من علاقة عظيمة تجمعنا (فرنسا وأميركا)، وهم على حقّ، هذه ليست أخباراً مزيفة، أخيراً ليست كذلك»، قبل أن يلتفت إلى ماكرون ويزيل عن كتفه بعضاً من «قشرة الرأس»، ليتوجه إليه بالقول: «عليه أن يكون مثالثاً، هو فعلاً كذلك».




وليمة ميلانيا
ستجمع وليمة فخمة على شرف ماكرون والسيدة الأولى بريجيت، مساء اليوم بتوقيت واشنطن، الكثير من المدعوّين إلى البيت الأبيض الذي تمّ تزيينه لهذه المناسبة بغابة من فروع أزهار شجر الكرز. ويتم التركيز إعلامياً بشكل واسع النطاق على قائمة الطعام والأطباق الباذخة.