التقى الأمين العام لهيئة الأمن القومي الروسي، نكولاي بيترشوف، مع نظيره الإيراني، علي شمخاني، ثم مع نائب رئيس هيئة الأمن القومي الإسرائيلي، إيتان بن دافييد. وبحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» فإن اللقاء الذي جرى، أمس، في مدينة سوتشي، مع كل طرف على حدة «ناقش التهديدات المتبادلة بين إسرائيل وإيران». والتي تصاعدت حدّتها بعد قصف سلاح الجو الإسرائيلي لقاعدة الـ«تي- فور» العسكرية في سوريا، واستشهد على إثرها سبعة عناصر من الحرس الثوري الإيراني. الصحيفة الإسرائيلية رأت أن اللقاءات مع الطرفين، جاءت بهدف «كبح سرعة الرياح في الشرق الأوسط»، وقالت إنها «تأتي بعد ثلاثة أشهر على زيارة بيترشوف لإسرائيل، حيث أبلغ المسؤول الروسي الإسرائيليين أنه عمل على منع قصف مراكز إيرانية في سوريا».
وفي وقت سابق من اليوم، عبّر السفير الروسي لدى إسرائيل، ألكسندر شيين، عن «قلقه البالغ» حيال الضربات التي نفذّتها إسرائيل في سوريا، موضحاً أنه يتفهّم القلق الإسرائيلي. وتعليقاً على تصريح وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، قال شيين إنه «لا يتخيّل سيناريو كهذا»، في إشارة إلى تصريحات ليبرمان «في حال وصلت منظومة دفاع إس ــ 300 إلى سوريا، ومن ثم استغلت لتهديد الطائرات الإسرائيلية، فإننا لن نتوانى عن تدميرها».
شمخاني: هناك مصالح لبعض اللاعبین في الاستمرار بالفوضى والتشتت في المنطقة


ورأى السفير الروسي أن بلاده «تأخذ في الاعتبار مصالح إسرائيل وما يتصل بأمنها القومي... نحن قلقون إزاء الوضع الراهن... ندعو كلا الطرفين (طهران وتل أبيب) إلى ضبط النفس دون تأجيل».
ورداً على سؤال الصحيفة: «هل بإمكان إسرائيل الاستمرار (والعمل بحرية) فوق الأجواء السورية، أم أن (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين، سيوقفها؟»، أجاب السفير الروسي بالقول إن بلاده «مهتمة بأن لا يحدث ذلك، لأن الضربات (على أهداف إيرانية أو سورية) من شأنها أن تفاقم التوتر في المنطقة». وأشار إلى أن ذلك «لا يتناسب مع الجهود الروسية الرامية إلى تحقيق التوازن السياسي، وإعادة الاستقرار في سوريا».

شمخاني: لماذا تُدق طبول الحرب؟
من جهته، تطرّق أمین المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني، في كلمة ألقاها، اليوم، أمام الاجتماع الدولي التاسع للأمن الوطني في مدینة سوتشي، إلى الأزمات في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسیا، وقال: «یمكن القول وبحزم إنه لا حلّ للأزمات في عالم الیوم، بما فیها سوریا والیمن ولیبیا وأفغانستان وشبه جزیرة كوریا، إلا بالحوار والمفاوضات السیاسیة. لكن هذا السؤال یطرح لماذا تدق طبول الحرب بدلاً من اعتماد الحلول السیاسیة لتسویة هذه الأزمات؟».
واعتبر شمخاني أن أسباب عدم الاهتمام بالحل السیاسي، والدق على طبول الحرب بأنها تعود إلى «التصور الخاطئ في أذهان بعض الحكام، بأنهم یمكنهم حلّ الأزمات بالحرب»، و«غیاب الشجاعة لدى البادئین بالحرب وحماتهم للقبول بأخطائهم والعودة إلى المسار الصحیح» و«مصالح بعض اللاعبین في الاستمرار بالفوضى والتشتت في المنطقة لتفریغ الطاقات» و«إضعاف ركائز القدرة الوطنیة للدول» و«تدمیر البنیة التحتیة وتأجّج النزاعات الطائفیة والقومیة والعرقیة» و«مصالح باعة الأسلحة والأعتدة».
كذلك، اعتبر شمخاني مكافحة الإرهاب، سواء في العراق أو سوریا أو أفغانستان أو أي مكان آخر، لن تكون میسرة من دون التعاون المشترك مع حكومات هذه الدول، مضيفاً أنه «لا ینبغی السماح بذریعة مكافحة الإرهاب المساس بالسیادة الوطنیة ووحدة أراضي الدول التي تعاني من وجود الإرهابیین، أو أن تتحوّل مكافحة الإرهاب إلى أداة تُستغل للتدخل واحتلال قسم من أراضی هذه الدول المستقلة». وأضاف: «للأسف فقد حصل مثل هذا الأمر في سوریا».