عيّنت رئيسة الحكومة البريطانية، تيريزا ماي، ساجد جاويد وزيراً جديداً للداخلية بعد استقالة آمبر راد، على خلفية الفضيحة بشأن طريقة تعامل أجهزتها مع المهاجرين، ما يضع الحكومة أمام أزمة جديدة تزيدها هشاشة، مع تزايد الدعوات إلى استقالة ماي. ومع استقالة راد، تجد ماي نفسها في الخط الأمامي للدفاع عن سياسة كانت أول من دعا إليها، عندما كانت وزيرة للداخلية بين عامي 2010 و2016 في حكومة دايفيد كاميرون
لماذا استقالت راد؟
جاءت استقالة راد (54 عاماً)، بعدما تبيّن أن لوزارتها أهدافاً محدّدة بطرد المهاجرين غير الشرعيين، ولو أنها نفت علمها بالأمر أمام لجنة نيابية. لكن، راد أقرّت في رسالة الاستقالة بأنها قامت «بتضليل غير متعمّد للجنة النيابية للشؤون الداخلية بشأن أهداف ترحيل مهاجرين غير شرعيين».
وقد دفعت راد ثمن فضيحة «ويندراش»، التي تتمحور حول سفينة تحمل هذا الاسم كانت قد نقلت مجموعة أولى من المهاجرين في عام 1948 من دول الكومنولث والكاريبي، للمساعدة في إعادة إعمار المملكة المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية.
ومع أن قانوناً صدر في عام 1971 منح هؤلاء الحق في البقاء، إلّا أن العديد منهم لم يتمّموا الإجراءات القانونية، غالباً لأنهم كانوا أطفالاً أتوا على جوازات سفر والديهم أو أشقائهم، ولم يتقدمّوا بطلب باسمهم. بالتالي، بات هؤلاء يعاملون على أنهم مهاجرون غير شرعيين ويواجهون خطر الترحيل من البلاد، إذا لم يقدّموا أدلّة على كل عام أمضوه في المملكة المتحدة.

أبرز ردود الفعل
علّقت ماي معبّرةً عن «الأسف الشديد» لرحيل الوزيرة. بناء عليه، تعيّن على ماي إيجاد بديلٍ لها في غضون ساعات فقط، وقبل بضعة أيام على انتخابات محلية حاسمة لحكومتها المحافظة، التي تعاني من الانقسام حول «بريكست» ولا تملك سوى غالبية ضئيلة في البرلمان.
بدورها، رأت النائبة دون باتلر، المكلّفة مسائل المساواة في المعارضة العمالية، أن ماي فقدت «درعها البشري»، وأضافت عبر موقع «تويتر» أن «الوقت آن لتستقيل بدورها».
عين ساجد جاويد وزيراً للداخلية(أ ف ب )

في هذا الإطار، يأمل «حزب العمّال» المعارض أن يكون وزير الداخلية الجديد حاضراً في البرلمان، بعد ظهر اليوم، بدلاً من راد. وقد كتب مسؤولو الحزب في البرلمان، في تغريدة على الحساب الرسمي للحزب: «نأمل بحضور ساجد جاويد إلى مجلس العموم، عند الساعة 15.30، لإعطاء توضيحات بشأن أكاذيب راد، وكيف يريد إصلاح الوضع ومتى سيُعرض مشروع القانون للتعويض عن الضحايا، ومن حدّد هذه الأهداف وكم من الأشخاص تم طردهم خطأ، وما كانت تعلمه رئيسة الحكومة».
وكان جاويد (48 عاماً)، الذي هاجر والداه من باكستان في ستينيات القرن الماضي، قد أعرب عن حزنه في مقال نشرته صحيفة «صنداي تلغراف»، أمس، موضحاً أن أسرته كان يمكن أن تشملها إجراءات الطرد. وبعد تعيينه، بات منصب وزير الداخلية يشغله للمرّة الأولى سياسي نجل لمهاجرين.

تحقيق توازن؟
تأمل ماي، من خلال هذا التعيين، تحقيق توازن دقيق في الحكومة بين مؤيدي خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي ومعارضيه، إذ كانت راد من مؤيدي التكتل، وجاويد صوّت لصالح البقاء مع أنه عاد بعدها وعارض خروجاً «أقلّ جذرية».
ولكن هذه الاستقالة هي الرابعة من الحكومة، في غضون ستة أشهر، بعد وزير الدفاع مايكل فالون، ونائب رئيسة الحكومة داميان غرين، بتهمة التحرّش الجنسي، ووزيرة الدولة للتنمية، بريتي باتيل. وقد بات ثلاثة رجال، هم فيليب هاموند وبوريس جونسون وساجد جاويد، يشغلون المناصب الثلاثة الأكثر أهمية في الحكومة، وهي تباعاً المالية والخارجية والداخلية.
نتيجة للتعديل، بات النائب جيمس برونكشير وزيراً للإسكان والمجتمعات والحكومة المحلية، بينما عيّنت وزيرة التنمية الدولية، بيني موردونت، وزيرة دولة لشؤون النساء والمساواة.