تترّقب الأوساط الدولية والإقليمية تاريخ الثاني عشر من الشهر الجاري، فبحلول الموعد هذا، قد يقرّر الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم مع إيران منذ 2015. ومع أن مسؤولين أميركيين من داخل البيت الأبيض صرّحوا لـ«رويترز»، اليوم، بأنّ ترامب «قرّر تقريباً الانسحاب»، لم يحدّد هؤلاء ما الذي سيفعله الرئيس بالتحديد؛ وما إذا كان سيُبقِي بلاده ضمن الاتفاق - في حال وافقت طهران على تعديل الشروط - من أجل «الحفاظ على تحالفه» مع فرنسا، وحفظ ماء وجه رئيسها إيمانويل ماكرون، الذي التقى بترامب قبل أسبوع وحثه على عدم الانسحاب، ولكنّه أكّد أمس، أنه لا يعلم ما الذي سيفعله نظيره الأميركي.ووفق ما نقلته «رويترز» عن دبلوماسيين أميركيين، فإنّه «في حال قرّر ترامب عدم تمديد رفع العقوبات عن إيران، فإن ذلك قد يؤدي إلى انهيار الاتفاق. وقد يثير ردّ فعل عنيفاً من قبل إيران التي قد تستأنف برنامجها النووي أو (تعاقب) حلفاء أميركا في سوريا والعراق واليمن ولبنان». كلام هؤلاء تقاطع مع تصريح مسؤول في البيت الأبيض (لم يكشف عن هويته)؛ إذ قال هذا الأخير إنه «من الممكن أن يتوصّل ترامب إلى قرار لا يتعلق بانسحاب كامل»، من دون أن يحدد ما الذي سيفعله ترامب على وجه الدقة.
مسؤول أميركي: من الممكن أن يتوصل ترامب إلى قرار لا يتعلق بانسحاب كامل


كلام المسؤولين الأميركيين يأتي بعد ثلاثة أيام على «الخطاب النووي» الذي عرض فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، ما ادّعى أنه «دليل موثّق على برنامج إيران للأسلحة النووية السابق». وقد يعطي «العرض» حجة جديدة للانسحاب، على رغم أنه لم يقنع لا الإسرائيليين أنفسهم ولا الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أو حتى مفتشي الأمم المتحدة الذين قالوا إن «إيران امتثلت لشروط الاتفاق». في المقابل، قال وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، إن «الملفات قدّمت دليلاً على أن الاتفاق النووي المبرم مع إيران مبني على الأكاذيب»، في إشارة إلى «خطاب نتانياهو النووي».
ضمن هذا الإطار، يُذكر أن الاتفاق الذي أبرم بين إيران والدول الست (بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة)، كان من أبرز إنجازات عهد الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، لكن ترامب وصفه بأنه «واحد من أسوأ الاتفاقات التي شهدها على الإطلاق».

غوتيريس يخشى الحرب!
حثّ الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، الرئيس الأميركي، على عدم الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، قائلاً إنّ «هناك خطراً حقيقياً بنشوب حرب في حال لم يتم التقيّد بالاتفاق المبرم عام 2015». واعتبر أيضاً أن الاتفاق مع إيران «كان نصراً دبلوماسياً مهماً ويجب الحفاظ عليه»، محذراً من «أننا نمر بأوقات خطيرة... لا يجب أن نلغي الاتفاق إلا إذا كان هناك بديل جيّد».

نحن أيضاً سننسحب
بدورها، حذّرت ايران من أنها ستنسحب من الاتفاق النووي، في حال انسحبت واشنطن منه، متهمة الأوروبيين بتقديم مزيد من «التنازلات» للولايات المتحدة. وأعلن علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران، آيه الله علي خامنئي، في تصريحات نُشرت على موقع التلفزيون الرسمي الإيراني، اليوم، أنه «في حال انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، فلن نبقى فيه نحن كذلك».
كذلك، وجّه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف تحذيراً لواشنطن، في فيديو نشر اليوم على موقع «يوتيوب». وقال: «إذا استمرت واشنطن في انتهاك الاتفاق، أو انسحبت منه، سنستخدم حقنا في الرد على طريقتنا»، مضيفاً أن «التهديدات لن تجلب للولايات المتحدة اتفاقاً جديداً». ظريف أشار، أيضاً، إلى أن إيران ترفض إعادة التفاوض بشأن الاتفاق النووي، أو إضافة أي بند إليه. وانتقد الدول الأوروبية، متهماً إياها بالسعي إلى تقديم «تنازلات» جديدة لأاميركيين لإرضائهم.