أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره الصيني، شي جين بينغ، في بيان مشترك لهما، أن التعاون بين موسكو وبكين قوي واستراتيجي. ووقَّعا، عقب لقائهما اليوم في بكين، إعلاناً مشتركاً لإقامة صندوق استثمار جديد في إطار دعم مشاريع مالية وصناعية في البلدين. بدايةً، تخلّل البيان المشترك دعوة إلى «ضرورة الحفاظ على وحدة أراضي سوريا، واحترام سيادتها، وتعزيز عملية السلام داخل البلاد من قبل السوريين أنفسهم، بدعم من الأمم المتحدة ومنصَّتي جنيف وأستانا، مع الأخذ في الاعتبار نتائج مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي عقد في 30 كانون الثاني / يناير 2018، وتنسيق الخطط والخطوات الملموسة من قبل روسيا والصين، لضمان إعادة الإعمار في هذا البلد بعد الصراع».
وقع البلدان عدد من الاتفاقيات في إطار دعم مشاريع مالية وصناعية (أ ف ب )

اتفاقيات تجارية... وأكثر
خلال زيارة بوتين، الذي يشارك لاحقاً في قمة منظمة شنغهاي للتعاون، وقعت روسيا والصين اتفاقاً لإقامة صندوق استثمار جديد سيبدأ بمبلغ 1.5 مليار يوان (234 مليون دولار) تحت الإدارة، لدعم مشاريع مالية وصناعية في البلدين.
وفق ما ذكرت وكالة «رويترز»، وقع الاتفاق صندوق الاستثمار الروسي ــ الصيني «وسويونغ كابيتال»، ومجموعة «داجينغ» الاستثمارية. وبحسب تصريح الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار المباشر الروسي، كيريل ديمترييف، فإن الصندوق «سينخرط في تنفيذ مشاريع استثمار ذات أهمية استراتيجية تركّز على المنطقة الاتحادية الوسطى، وأقصى شرق روسيا، والجزء الشمالي الشرقي من الصين».

شي جين بينغ: بوتين صديقنا
في مؤتمر صحافي مشترك عُقد بعد مراسم التوقيع على الإعلان وعدد من الاتفاقات الخاصة بالتعاون بين البلدين، أعلن شي جين بينغ أنه سيمنح بوتين، في إطار «فعالية خاصة»، ولأول مرة في تاريخ الصين، وسام الصداقة. وأوضح أن هذا الوسام يمثل أرفع جائزة دولة في الصين تمنح للشخصيات الأجنبية، قائلاً: «الرئيس بوتين صديقنا، ويحظى باحترام الشعب الصيني ويقدم إسهاماً رائعاً في تطوير العلاقات الروسية ــ الصينية، وتعزيز الصداقة بين شعبينا».
من جانبه، أكد بوتين أن «المحادثات الروسية ــ الصينية جرت في أجواء بنّاءة وفعّالة، وتم خلالها بحث الدائرة الكاملة للقضايا الحيوية المتعلّقة بالحالة الراهنة للعلاقات الثنائية وآفاقها». الرئيس الروسي أشار، كذلك، إلى أن التعاون بين بلاده والصين «يحمل طابعاً استراتيجياً قائماً على مبادئ مساواة الحقوق وحسن الجوار والثقة المتبادلة»، وتوقّع مشاركة نظيره الصيني في المنتدى الاقتصادي الشرقي في مدينة فلاديفوستوك، المزمع عقده بين 11 و13 أيلول/ سبتمبر المقبل، بصفة «الضيف الأرفع».
منح الرئيس الصيني نظيره الروسي وسام الصداقة (أ ف ب )

على صعيدٍ آخر، شدد بوتين على أن بحثه القضايا الدولية مع نظيره الصيني «أظهر أن مواقف البلدين من الملفات الدولية والإقليمية الكثيرة متطابقة أو قريبة». ولفت، في هذا السياق، إلى سعي روسيا والصين لإحلال السلام في كوريا الشمالية وآسيا الشمالية الشرقية بشكلٍ عام، معتبراً أن عملية التفاوض، التي بدأت أخيراً بين الكوريتين، «تجري بالتوافق مع منطق خريطة الطريق الروسية ــ الصينية للتسوية في شبه الجزيرة الكورية». كذلك، اعتبر أن الاتصالات الأخيرة بين موسكو وبيونغ يانغ تؤكد استعداد سلطات كوريا الشمالية «لعملٍ بنّاء».
خلال تطرقه إلى قوة العلاقات الاقتصادية بين روسيا والصين، أشار بوتين إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ العام الماضي 87 مليار دولار، مشدداً على أن معدل ارتفاعه قد حقق نسبة 31 في المئة خلال الأشهر الـ3 من عام 2018. وأعرب عن أمله في أن يصل حجم التبادل التجاري بين روسيا والصين في نهاية العام الحالي نقطة 100 مليار دولار، لافتاً إلى أن هذا الرقم سيكون قياسياً في تاريخ العلاقات بين البلدين.