اكتملت التحضيرات للقمّة المزمعة بين واشنطن وبيونغ يانغ، بوصول كيم جونغ أون ودونالد ترامب إلى سنغافورة. وأبعد من الصورة التي سيلتقطها ترامب وكيم، تُطرح أسئلة كبيرة حول ما ستؤول إليه هذه القمة المنتظرة.وفي انتظار أن يحلّ موعد اللقاء المرتقب بعد غدٍ الثلاثاء، عند الساعة التاسعة صباحاً بالتوقيت المحلي، في فندق كابيلا الفاخر على جزيرة سنتوسا السياحيّة، وصل الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون إلى سنغافورة. كان في استقباله وزير خارجية سنغافورة فيفيان بالاكريشنان، الذي نشر صورة عبر «تويتر» يظهر فيها كيم وهو ينزل من الطائرة، مرفقاً إياها بعبارة «رحّبنا بالزعيم كيم جونغ أون الذي وصل للتو إلى سنغافورة»، بينما وصل ترامب إلى سنغافورة حوالى الساعة 20,30 بالتوقيت المحلي.
لكن سلوك ترامب في قمة مجموعة السبع في كندا حيث سحب موافقته فجأة على البيان الختامي بتغريدة غاضبة، عزّز التساؤلات حول استراتيجيته الدبلوماسية وقدرته على إجراء مفاوضات دوليّة رفيعة المستوى.
ترامب وصل مساءً بالتوقيت المحلي إلى سنغافورة حيث كان في استقباله وزير الخارجية(أ ف ب )

«فرصة لن تتكرر أبداً»
الملف الأبرز على طاولة المفاوضات، هو مطالبة واشنطن بنزع الأسلحة النووية الكورية الشمالية «بشكل كامل ويمكن التحقق منه ولا عودة عنه»، في حين تعهدت بيونغ يانغ مرّات عدة بجعل «شبه الجزيرة الكورية خالية من الأسلحة النووية»، من دون أن توضح طبيعة التنازلات التي ستقدم عليها.
ويستبعد مراقبون أن تُقدم بيونغ يانغ على خطوة كهذه، إذ إن المسار الواقعي الوحيد، بحسب مايكل أوهانلون من معهد «بروكينغز»، هو عملية تجري «خطوة خطوة». يقول: «لا يمكنني تخيّل أن رجلاً، كان نظامه منذ سنوات عديدة يؤكد أنه بحاجة إلى الأسلحة النووية لضمان أمنه، يتخلّى عنها بضربة واحدة، حتى مقابل تعويضات اقتصادية كبيرة».
وقبل مغادرته كندا، عبّر ترامب مرة جديدة، أمس، عن تفاؤله إزاء هذه القمة التي يأمل في أن تكون علامة فارقة في عهده الرئاسي. قال في مؤتمر صحافي في مالبي حيث عقدت قمة مجموعة السبع «أشعر أنّ كيم جونغ أون يريد أن يفعل شيئاً رائعاً لشعبه ولديه هذه الفرصة»، مهدداً بأنّ القمة «فرصة فريدة (...) لن تتكرّر أبداً».
أضاف «(إنني) في مهمة سلام (...) وعلينا التوصل إلى نزع أسلحة. يجب أن نبدأ شيئاً ما ونعتقد فعلاً أن كوريا الشمالية ستصبح مكاناً رائعاً في وقت قريب جداً». تساءل: «كم نحتاج من الوقت لنرى إن كانوا جادين أو لا؟»، ليجيب سريعاً على سؤاله: «أعتقد أن هذا سيحدث من الدقيقة الأولى». لكنه قال: «على الأقل سنجتمع وجهاً لوجه، آمل في أن يكون التقدير متبادلاً ونبدأ المسار»، مكرراً واحدة من جمله الشهيرة «حالياً كل شيء على ما يرام. سنرى كيف ستسير الأمور».
أما استراتيجية ترامب للتفاوض، فقد أثارت تساؤلات كبيرة في واشنطن بعدما أوضح بنفسه أنه لا يحتاج إلى استعدادات كبيرة.
من جهته، يعلّق وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي التقى كيم جونغ أون مرتين في بيونغ يانغ، آمالاً على هذه القمة، بأسلوب أكثر تحفظاً. وكتب في تغريدة «على متن الطائرة اير فورس وان في الطريق الى قمة سنغافورة. مستقبل أفضل ممكن لكوريا الشمالية».