إسطنبول | قبيل تطبيق القانون الذي يمنع استطلاعات الرأي اعتباراً من هذا اليوم، وبعد أن بات واضحاً أن الحظ لن يحالف رجب طيب أردوغان، للفوز في الجولة الأولى من الانتخابات، اضطر الأخير إلى الاستنجاد برئيسة الوزراء السابقة، تانسو تشيلر، لتساعده في رفع معنويات ناخبيه وأنصاره، الذين باتوا يشكلون نحو 40 في المئة فقط، وفق آخر استطلاع للرأي. وكانت تشيلر ضمن التجمع الانتخابي الكبير لزعيم حزب «العدالة والتنمية» أردوغان، في إسطنبول، وقالت إنها تشارك «من أجل شعورها القومي». وهو ما كان سبباً لموجة كبيرة من التعليقات عبر شبكات التواصل الاجتماعي، اعتبرت استنجاد أردوغان بتشيلر، بمثابة اعتراف مسبق منه بخسارته المتوقعة في الجولة الأولى، وبأخطار الفوز في الجولة الثانية، إذ توقعت الاستطلاعات لمرشح حزب «الشعب الجمهوري» محرم إينجه، أن يتقدم على أردوغان في الجولة الثانية بفارق نقطتين أو ثلاث على الأقل.وقال إينجه في خطاب له في مدينة غازي عنتاب، قرب الحدود مع سوريا: «لقد اقتربت نهاية أردوغان والأمور ستعود إلى مجراها الطبيعي على الصعيدين الداخلي والخارجي»، وكرّر حديثه عن «مصالحة قريبة» مع الرئيس السوري بشار الأسد، معتبراً ذلك شرطاً أساسياً لإعادة نحو 4 ملايين سوري مقيم في تركيا إلى بلادهم. وأشار إلى مشروع زعيم حزب «الشعب الجمهوري» كمال كليتشدار أوغلو، المعني بتشكيل «منظمة السلام والتعاون الشرق أوسطية» في أقرب فرصة، موضحاً أنه سيدعو إلى عقد قمّة عاجلة في إسطنبول، تضم زعماء سوريا وإيران والعراق، وذلك بعد فوزه في الانتخابات.
وبالتوازي، طالب مرشح «الشعوب الديموقراطي» صلاح الدين دميرتاش، أنصاره بالتصويت لمصلحة إينجه في الجولة الثانية. وقال المتحدث باسم حزب «الشعوب الديموقراطي» إيهان بيلكان، إن أعضاء الحزب وأنصاره سيدعمون إينجه، كما زعيمة حزب «الخير» ميرال أكشينار، في حال منافسة أي منهما لأردوغان في الجولة الثانية. وأكدت أكشينار بدورها، أنها سوف تدعم إينجه بكامل قواها في الجولة الثانية، وأنها على استعداد للمشاركة معه في أي فعاليات انتخابية. وتحدث دميرتاش لمدة عشر دقائق في القناة الأولى من التلفزيون الحكومي (TRT). ومن السجن، قال إن انتخابات 24 حزيران سوف تكون نهاية حكم الديكتاتورية والاستبداد والفساد، الذي من شأن استمراره تدمير تركيا بالكامل وجرّها إلى نفق مظلم. وأكد ضرورة النضال من أجل الديموقراطية والحرية، مشيراً إلى أهمية حصول حزبه على أكثر من 10 في المئة من مجمل الأصوات، ليدخل البرلمان. ويعترف قانون الانتخابات لكل مرشح، بحق مخاطبة الشعب التركي مرتين لمدة عشرة دقائق عبر شاشة القناة الأولى للتلفزيون الحكومي، الذي لم ينشر حتى الآن أي خبر عن دميرتاش الموجود في السجن، فيما خصص خلال الأسبوعين الأخيرين من أيار، 68 ساعة للرئيس أردوغان وأخبار «تحالف الجمهور»، الذي يضم حزبه و«الحركة القومية» و«الوحدة الكبرى»، وذلك مقابل 8 ساعات لمحرم إينجه وكمال كليشدار أوغلو، وساعة واحدة لميرال أكشينار، إلى جانب نحو 18 دقيقة لحزب «السعادة» الإسلامي ومرشّحه تامال كاراموللا أوغلو.
ويأتي ذلك في الوقت الذي يسعى الرئيس أردوغان وإعلامه، إلى التأثير في الناخب التركي عبر مقولات حماسية وفعاليات قومية، وذلك من خلال الضجة المفتعلة في موضوع توغل الجيش التركي داخل الشمال العراقي لرفع العلم التركي في جبال قنديل، مقر قيادات حزب «العمال الكردستاني». وفوجئ الرأي العام أمس (الاثنين) بمشهد بعض العربات العسكرية التركية التي قيل إنها على مشارف مدينة منبج، التي سبق لأنقرة أن اتفقت مع واشنطن، لإخراج «وحدات حماية الشعب» الكردية منها. وتتوقع أوساط المعارضة للرئيس أردوغان أن يفتعل المزيد من الضجة الإعلامية في موضوع منبج وقنديل، في آخر محاولة منه لكسب أصوات الناخبين القوميين.