للمرة الأولى منذ رحيل الانتداب البريطاني عن فلسطين، عام ١٩٤٨، كسر الأمير ويليام مقاطعة العائلة المالكة البريطانية (مقاطعة غير معلنة) زيارة كيان العدو الإسرائيلي. في أول زيارة رسمية لأحد أفراد العائلة المالكة البريطانية لكيان العدو، حطّ الأمير ويليام، اليوم، في مطار بن غوريون، في زيارة رسمية تستمر أربعة أيام لكل من إسرائيل والضفة الغربية المحتلة. وبالرغم من الانفتاح البريطاني على تل أبيب، إلا أن زيارة دوق كامبريدج، التي كانت إسرائيل تنوي استغلالها لمناسبة مرور ٧٠ عاماً على تأسيسها، تواجه الكثير من الجدل داخل الأراضي المحتلّة، وذلك بعدما أعلن قصر كنسينغتون، في بيان رسمي، أن ويليام سيزور «البلدة القديمة في القدس في الأراضي الفلسطينية المحتلة»، وهو ما أثار حفيظة اليمين الإسرائيلي، على اعتبار أن البلدة القديمة جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة. كذلك، سبّب إشراف القنصلية البريطانية في القدس ــ المسؤولة عن علاقات لندن بالسلطة الفلسطينية ــ على تنظيم الزيارة، بارتفاع حدة انتقادات مسؤولين إسرائيليين، إذ اتهم وزير شؤون القدس زئيف إلكين الأمير البريطاني، بـ«تسييس» زيارته للمنطقة. وقال الاثنين الماضي، إن «القدس الموحدة كانت عاصمة لإسرائيل على مدار 3000 سنة، ولا يمكن أيَّ تحريف في إعلان مسار الرحلة أن يغيّر هذا الواقع».
من جهته، قال السفير البريطاني ديفيد كواري، للصحافيين خلال حديث معهم من مقر إقامته في رمات غان، إن «جميع المصطلحات المستخدمة في البرنامج كانت متسقة مع سنوات من الممارسة من قبل الحكومات البريطانية. إنها تتفق مع سياسة الحكومة البريطانية».
وتكتسب هذه الزيارة أهمية بالنسبة إلى الإسرائيليين، لأنها تعتبر «كسر مقاطعة غير معلنة» دامت نحو 70 عاماً، وهو ما أشارت إليه وسائل الإعلام العبرية. وكانت صحيفة «هآرتس» قد كتبت أنّ من المتوقع أن يصل إلى الكيان الصهيوني الليلة، في أول زيارة رسمية لممثل عن العائلة المالكة البريطانية.
من جهته، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: «سنرحب اليوم بدوق كمبريدج، الأمير وليام، في أول زيارة تاريخية لإسرائيل يقوم بها ممثل عن العائلة المالكة البريطانية». وفي وقت سابق اليوم، أضاف نتنياهو، في بداية جلسة «حزب الليكود» في الكنيست، أنه «ينبغي أن أقول إن ذلك ليس صحيحاً تماماً، لأن هناك ممثلاً، جدته الكبرى الأميرة اليس، إحدى صالحي الأمم التي أنقذت اليهود في اليونان، خلال الحرب العالمية الثانية، وطلبت أن تُدفن في القدس».
بالعودة إلى برنامج الزيارة، الذي كشفته صحيفة «تايمز أوف اسرائيل»، سيقضي ويليام والوفد المرافق له الليلة في فندق «الملك داوود» في القدس، والذي تعرّض في عام 1946 لهجوم من قبل منظمة «إرغون» اليهودية المسلحة، ما أدى إلى مقتل عشرات الجنود البريطانيين. كذلك، سيزور غداً نصب ضحايا المحرقة «ياد فاشيم»، وسيقوم برفقة رئيس «ياد فاشيم»، أفنير شاليف، بزيارة المتحف والمشاركة في مراسم تذكارية في «قاعة التذكر»، وزيارة النصب التذكاري للأطفال من ضحايا المحرقة.
وسيلتقي ويليام برئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو وزوجته سارة، في مقر إقامتهما الرسمي في شارع «بلفور» في القدس، الذي سُمِّي على اسم آرثر بلفور، وهو وزير الخارجية البريطاني، الذي مهّد الطريق لإقامة كيان العدو من خلال إعلان دعمه لـ«إقامة وطني قومي للشعب اليهودي في فلسطين». وفي وقت لاحق غداً، يلقي ويليام كلمة في حفل استقبال سيُجرى في مقر إقامة السفير البريطاني ديفيد كواري في رمان غان، بحضور نتنياهو. وبعد ظهر يوم الأربعاء المقبل، يتوجه للقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في المقاطعة في رام الله.