اتفقت موسكو وواشنطن، اليوم، على مكان وزمان القمة المرتقبة بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وفق ما أعلن مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، مضيفاً أن تفاصيل القمة التي ستعقد في بلدٍ ثالث، سيعلن عنها غداً.يأتي ذلك في أعقاب لقاء مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، في موسكو اليوم، بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في إطار المساعي للتمهيد لقمة بين بوتين وترامب. وبعد لقائه بولتون، أعرب الرئيس الروسي عن أمله بأن تشكل هذه الزيارة «خطوة أولى» نحو تقارب بين الولايات المتحدة وروسيا.
وأضاف بوتين متوجهاً إلى بولتون، بالقول إن «مجيئك إلى موسكو يعطينا الأمل بأنه يمكننا القيام بما قد يكون الخطوة الأولى نحو إعادة العلاقات الكاملة بين بلدينا»، آسفاً في الوقت نفسه «من أن العلاقات الروسية ــ الأميركية ليست في أفضل حال». وعزا بوتين الوضع «إلى النزاع السياسي الداخلي الحاد في الولايات المتحدة». كذلك، أكد أن «روسيا لم تكن تريد أبداً المواجهة»، آملاً أن يتم بحث «ما يمكننا القيام به من الجانبين لإعادة علاقات كاملة على أساس المساواة والاحترام المتبادل».
بدوره، رد بولتون قائلا إنه يأمل «أن نتمكن من بحث احتمال تحسين التعاون بين روسيا والولايات المتحدة». وأضاف أنه «حتى في الماضي حين كان بلدانا يشهدان خلافات، كان قادتنا ومستشاروهم يجتمعون. وأعتقد أن هذا كان مفيداً للبلدين وللاستقرار العالمي والرئيس ترامب يرغب في ذلك».

إمكانية عقد القمة في هلسينكي
نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول أميركي قوله إنه يجري التفكير في العاصمة الفنلندية هلسينكي لتكون مكان عقد القمة الأميركية ــ الروسية. بالنسبة إلى موعد القمة، قال وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، مطلع الأسبوع الحالي، إنه من المرجّح أن يلتقي ترامب وبوتين «في المستقبل غير البعيد جداً». كذلك، نقلت وسائل إعلام روسية عن الكرملين قوله الأسبوع الماضي، إنه لا توجد خطط لعقد اجتماع مع ترامب، قبل اجتماع قمة يعقده حلف «شمال الأطلسي» في بروكسل يومي 11 و12 تموز/ يوليو المقبل، ومن المتوقع أن يحضره ترامب. كذلك، من المقرر أن يتجه ترامب في 13 تموز/ يوليو إلى بريطانيا حيث سيعقد محادثات مع رئيسة الحكومة تيريزا ماي وسيلتقي بالملكة، في زيارة تأجّلت كثيراً. هذا التوقيت أثار شائعات حول إمكانية عقد قمة ترامب ــ بوتين في 15 تموز/ يوليو وهو اليوم الذي يشهد المباراة النهائية لبطولة كأس العالم المنعقدة في روسيا. في هذا الإطار، رجّحت توقعات أن يحضر ترامب النهائي الذي سيجري في استاد لوجنيكي في موسكو، وهو المكان الذي شهد دورة الألعاب الأولمبية عام 1980 وقاطعته الولايات المتحدة في حينه، الأمر الذي سيكون له رمزية خاصة في حال حصوله.

بولتون في موسكو التي هددها سابقاً
قبل تعيينه مستشاراً للأمن القومي في نيسان/ أبريل الماضي، عُرف بولتون بآراء إشكالية بشأن روسيا ورئيسها الذي سيلتقيه اليوم. من بين هذه التعليقات، كتب بولتون في صحيفة «ذي تلغراف» السنة الماضية، أن «التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية هو فعل حربٍ حقيقي، وفعل لن تقبله واشنطن أبداً». وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» بتعليقات لبولتون تناول فيها الرئيس الروسي بشكل خاص، مثل قوله في حديثٍ لـ«فوكس نيوز»: «نحن بحاجة لأن نفعل أشياء تسبب الألم لبوتين بدوره»، في تعليق على تعاطي روسيا مع قضية إدوارد سنودن عام 2013. لكن بولتون المعروف كأحد «صقور» الإدارات الأميركية السابقة، قلّل من حدّة مواقفه منذ أصبح مستشار ترامب للأمن القومي. كما كان الرجل هذا الشهر بين البعثة الأميركية التي التقت بزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون في سنغافورة، على الرغم من تشكيكه في المحادثات مع بيونغ يانغ بشأن إنهاء برنامجها النووي. في جميع الأحوال، إن التوقعات ليست كبيرة في ما يتعلّق بالنتائج التي يمكن أن تسفر عنها أي قمة بين بوتين وترامب، خصوصاً أنه، وعلى الرغم من تهنئة ترامب لبوتين هاتفياً في آذار/ مارس الماضي، بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية وقوله إنهما سيجتمعان قريباً، شكا الروس منذ ذلك الحين من صعوبة التحضير لمثل هذا الاجتماع.
وكانت العلاقات بين واشنطن وموسكو قد وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ الحرب الباردة، ذلك بسبب الخلاف على قضايا عدة منها سوريا وأوكرانيا واتهامات بتدخل روسي في انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016، إلى جانب اتهامات بضلوع موسكو في تسميم الجاسوس الروسي السابق، سيرغي سكريبال، في بريطانيا في آذار/ مارس الماضي.