إسطنبول | لم تلبث الانتخابات الرئاسية والبرلمانية أن انتهت، حتى عاد الجدل والخلاف داخل «حزب الشعب الجمهوري».المرشح الرئاسي، محرم اينجه، ناشد رئيس حزبه كمال كيليجدار أوغلو، أن يترك رئاسة الحزب ويتحوّل إلى «زعيم شرف». اينجه أعلن من مدينة أرضروم «انطلاق مسيرته الشعبية الجديدة على طريق إيصال الحزب إلى السلطة». كيليجدار أوغلو ردّ على الدعوة فوراً، قائلاً أن «لا نية لديه لدعوة المؤتمر العام للحزب إلى اجتماع طارئ، وما يهمه الآن هو الاستعداد للانتخابات البلدية في آذار المقبل».
الصراع بين الرجلين يُتوقع أن يستمر ليتفجّر بين الكوادر الحزبية. إذ يعمل اينجه على دفع الكفّة نحوه بعد تحصيله 30.64% من الأصوات في الرئاسيات، فيما تراجعت أصوات الحزب البرلمانية من 25.4% في عام 2015 إلى 22.65% في الانتخابات الأخيرة. ويقول أتباع اينجه إنهم سيدعون قريباً إلى اجتماع استثنائي لمؤتمر الحزب، باعتبار أنه السلطة الوحيدة التي تستطيع أن تقرر مصير هذا الصراع.
تزامناً، يُتوقع أن يفاجئ الرئيس رجب طيب أردوغان الجميع بإعلان موعد مبكّر للانتخابات البلدية. ومن الممكن أن يحدد الموعد في تشرين الثاني المقبل قبل أن ينجح «الشعب الجمهوري» بتجاوز أزمته والاستعداد للانتخابات بنحو أقوى. وتبيّن الاستطلاعات أن نسبة عالية من أنصار «الشعب الجمهوري» وأتباعه لن يذهبوا إلى صناديق الاقتراع بعد أن خذلهم اينجه وكيليجدار أوغلو في الانتخابات الأخيرة. كذلك تشير الاستطلاعات إلى احتمال خسارة الحزب معظم البلديات التي يسيطر عليها (13 من أصل 81). وتأتي هذه التوقعات بعد إعلان الأمين العام لـ«حزب الخير»، إيتون جراي، انسحاب حزبه من «تحالف الأمة» الذي يضم أيضاً «الشعب الجمهوري» و«السعادة»، فيما قال زعيم الأخير، تامال كارا موللا أوغلو، إن «التحالف لم يعد له أي معنى».
يتوقع أن يعلن أردوغان موعداً مبكّراً للانتخابات البلدية


من جهة أخرى، سيعقد البرلمان في التاسع من تموز الجاري اجتماعه التشريعي الأول ليؤدي الأعضاء والرئيس أردوغان اليمين الدستوري بعد أن أصبح رئيساً للدولة بصلاحيات مطلقة.
وتعبّر أوساط المعارضة عن قلقها من تطورات المرحلة المقبلة بعد أن أحكم أردوغان سيطرته على الدولة بكل أجهزتها، بالإضافة إلى السيطرة التامة على 95% من وسائل الإعلام الحكومية والخاصة.
وتتحدث المصادر عن مخططات أردوغان للسيطرة على البرلمان بإقناع ستة من أعضاء أحزاب أخرى بالانضمام إلى حزبه مقابل مغريات مالية وسياسية ليصبح للحزب 301 مقعد من أصل 600. وهذا ما سيساعد أردوغان في التخلص من المطالب والشروط المملّة والمحرجة لحليفه الحالي رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهتشلي.
بدوره قال زعيم «حزب الوطن»، دوغو بارينجاك، إنه «يؤيد ويدعم أردوغان الذي يحارب الولايات المتحدة وإسرائيل». وقد عبّر بارينجاك عن ارتياحه من نتائج الانتخابات، مضيفاً أن أصوات حزبه «زادت عشرات الأضعاف في بعض المدن، وخاصة جنوب شرق البلاد ومناطق الأكراد». وكان بارينجاك قد قال إن «الملايين من أنصار حزب الشعب الجمهوري قد صوتوا لحزب الشعوب الديمقراطي، وهو امتداد لحزب العمال الكردستاني الإرهابي بعد أن تعاطوا الحشيش والمخدرات». ويُذكر أن دوغو بارينجاك، الذي شارك في الانتخابات الرئاسية، حصل على 96 ألف صوت فقط (0.2%) من أصل 59 مليون ناخب.
إلى ذلك، أعلنت اللجنة العليا للانتخابات النتائج الرسمية لانتخابات الرئاسة والبرلمان، أمس، وقالت إن أردوغان فاز بنسبة 52.59% مقابل 30.64% لمحرم اينجه. كذلك حصل «حزب العدالة والتنمية» على 42.56% من أصوات الناخبين (295 مقعداً) مقابل 22.65% لـ«الشعب الجمهوري» (146 مقعداً)، و11.1% لـ«حزب الحركة القومية» (49 مقعداً)، و9.96% لـ«حزب الخير» (43 مقعداً) و11.7% لـ«حزب الشعوب الديمقراطي» (67 مقعداً). ووصلت نسبة المشاركة في الانتخابات إلى 86.5%.