ارتفعت حصيلة ضحايا الفيضانات المدمِّرة، التي اجتاحت غرب اليابان خلال اليومين الماضيين، إلى 179 قتيلاً بحسب ما أعلنت السلطات اليوم، في حين لا يزال هناك الكثير من المفقودين وآلاف المشردين الذين أجبروا على النزوح من منازلهم. وفي ثالث أيام الكارثة التي وُصفت بـ«التاريخية»، قال المتحدث باسم الحكومة إن عمليات البحث والإنقاذ لا تزال مستمرة بعد الفيضانات والسيول والانهيارات الأرضية التي تسببت بها الأمطار الطوفانية، وأدت إلى أخطر كارثة ناجمة عن سوء الأحوال الجوية في الأرخبيل منذ أكثر من 30 عاماً. وعلى الرغم من توقف سقوط الأمطار، حذر مسؤولون من «زخات مفاجئة» وعواصف رعدية، بالإضافة إلى خطر حدوث مزيد من الانهيارات الأرضية عند سفوح الجبال الشاهقة التي تشبّعت بالمياه مطلع الأسبوع الجاري. في غضون ذلك، ضاعف عمال الإنقاذ اليابانيون جهودهم على رغم تضاؤل فرص العثور على أحياء بين الأنقاض، في حين أفاد الإعلام المحلي بأن أكثر من 10 آلاف شخص لا يزالون في ملاجئ موزعة في عدد من أنحاء وسط الأرخبيل الياباني وغربه.
وكانت السلطات اليابانية أمرت، يوم السبت الماضي، أكثر من 1.9 مليون شخص بإخلاء منازلهم بعدما بلغ منسوب الأمطار التي هطلت طوال أيام الأسبوع الماضي مستوى قياسياً في مقاطعات عدة، ولا سيما هيروشيما وكيوتو وأوكاياما.
في مقلبٍ آخر، ونظراً إلى خطورة الوضع، ألغى رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، رحلة كانت مقررة اعتباراً من اليوم إلى بلجيكا وفرنسا والسعودية ومصر. وبعدما أقام اجتماعاً طارئاً بخصوص جهود البحث والإنقاذ، غادر الأخير صباح اليوم العاصمة طوكيو متجهاً إلى أوكاياما، إحدى المناطق الأكثر تضرراً بالكارثة، في إطار جولته لتفقّد حجم المأساة.
ومن المقرر في هذا الإطار أن يستطلع آبي من الجو حجم الأضرار في إقليم مابي، وأن يلتقي على الأرض نازحين ومسؤولين محليين لمعرفة احتياجاتهم.