وجّهت إندونيسيا الدعوة لزعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، لحضور مراسم افتتاح دورة الألعاب الآسيوية في جاكرتا في 18 آب/ أغسطس المقبل، بعد توجيه دعوة مماثلة لرئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن.ومن المرجح أن تكون الكوريتان محل تركيز، خلال دورة الألعاب الآسيوية، بعد التوتر الأخير على مستوى التفاوض بين كوريا الشمالية وجارتها الجنوبية، وبينها وبين الولايات المتحدة. واتهمت واشنطن، في الآونة الأخيرة، كيم بمخالفة تعهّده في قمة سنغافورة في حزيران/ يونيو، معلنةً رصدها نشاطاً متجدداً في مصنع للصواريخ قرب بيونغ يانغ.

وفد موحّد
الدعوة الإندونيسية جاءت خلال زيارة وفد إندونيسي، برئاسة وزير التنسيق لشؤون التنمية البشرية والثقافية، بوان ماهاراني، كوريا الشمالية، في الأسبوع الحالي، حيث اجتمع مع الرئيس الشرفي لكوريا الشمالية ورئيس مجلس الشعب الأعلى، كيم يونغ نام.
وناقش ماهاراني، خلال زيارته، العلاقات بين الكوريتين وكذلك قضايا إقليمية، بالإضافة إلى أداء الشرطة الإندونيسية في مكافحة التشدد. كذلك، تأتي زيارة بيونغ يانغ، بعد تسليم دعوة مماثلة في سيول في الأسبوع الماضي.
وكان وزراء من الكوريتين قد اتفقوا في نيسان/ إبريل على العمل من أجل تشكيل وفد موحّد من البلدين للمشاركة معاً في موكب اللاعبين، خلال مراسم افتتاح دورة الألعاب الآسيوية التي تقام خلال الشهرين المقبلين.

محادثات عسكرية
أجرت الكوريتان الشمالية والجنوبية محادثات عسكرية، اليوم، حيث انعقد الاجتماع، هو الثاني بين الجانبين منذ حزيران/ يونيو، وذلك في قرية بانمونغوم الحدودية في المنطقة المنزوعة السلاح بهدف مواصلة العمل على ما أفرزته القمة بينهما في نيسان/ إبريل.
كبير مفاوضي الجنوب والمسؤول عن السياسة الخاصة بكوريا الشمالية في وزارة الدفاع، كيم دو جيون، أبلغ الصحافيين قبل أن يغادر إلى المنطقة المنزوعة السلاح أنه سيبذل جهوداً لصياغة إجراءات «جوهرية» لتهدئة التوتر وبناء الثقة بين الجانبين. وكانت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية قد قالت، الأسبوع الماضي، إنها تعتزم خفض مواقع الحراسة والعتاد على امتداد الحدود الشديدة التحصين كخطوة أولى نحو تنفيذ الاتفاق.
بالرغم من ذلك، انتقدت وسائل الإعلام الكورية الشمالية في الأيام القليلة الماضية الجنوب لـ«تقاعسه» عن التحرك سريعاً لتحسين العلاقات بين الكوريتين، في الوقت الذي لا يبدي فيه اهتماماً سوى بدعوة الولايات المتحدة إلى تنفيذ دقيق للعقوبات.
واتهمت صحيفة «رودونغ سينمون»، وهي الصحيفة الرسمية للحزب الحاكم في كوريا الشمالية، سيول بـ«تضييع الوقت» في انتظار رفع العقوبات بعد نزع الأسلحة النووية تماماً، من دون «اتخاذ إجراء واحد» من تلقاء نفسها.
كذلك، دعت الصحيفة إلى اتخاذ خطوات لتسهيل استئناف البرامج التي كان يديرها الجانبان لكنها متوقفة حالياً، مثل مجمع كايسونغ الصناعي والرحلات إلى منتجع ماونت كومغانغ في الشمال.

اتهامات أميركية
صعّدت واشنطن في الأيام الماضية من نبرتها تجاه بيونغ يانغ. وقد أفادت صحيفة «واشنطن بوست»، يوم أمس، بأنّ وكالات الاستخبارات الأميركية تعتقد بأن كوريا الشمالية تصنع صواريخ جديدة، وذلك بالاستناد إلى صور حديثة التُقطت بالأقمار الصناعية لمصنع كان تمّ في داخله صنع أول صاروخ قادر على بلوغ الساحل الشرقي للولايات المتحدة.
الصحيفة الأميركية نقلت عن مسؤولين طلبوا عدم ذكر أسمائهم، قولهم إنّ «أدلة تم الحصول عليها في الآونة الاخيرة، بما في ذلك صور بالأقمار الصناعية التُقطت في الأسابيع الأخيرة، تظهر أنّ العمل جارٍ على صاروخ واحد على الأقل، أو حتى ربما على اثنين من الصواريخ العابرة للقارات العاملة بالوقود السائل، داخل مجمع كبير للأبحاث في سانومدونغ قرب بيونغ يانغ».
بدورها، نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول أميركي رفيع المستوى، أمس، أن «وكالات الاستخبارات الأميركية رصدت نشاطاً متجدداً في مصنع في كوريا الشمالية أنتج أول صواريخها الباليستية العابرة للقارات، القادرة على الوصول إلى الولايات المتحدة».
يأتي ذلك بعد أيام من إقرار وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، خلال جلسة استماع في الكونغرس بأنّ بيونغ يانغ، لا تزال تُنتج مواد نووية بعد ستة أسابيع من قمةسنغافورة بين الزعيمين الأميركي والكوري الشمالي.