كادت التوترات تصل إلى الذروة بين الولايات المتحدة وتركيا، لكن يبدو أن الخلاف الدبلوماسي بين البلدين يتجه نحو الحلّ، مع إعلان وسائل إعلام أن أنقرة أرسلت، اليوم، وفداً إلى واشنطن لحلّ الأزمة، فيما لم تصدر بعد تعليقات رسمية على الموضوع. وذكرت قناة «سي.إن.إن. ترك» التلفزيونية، نقلاً عن مصادر دبلوماسية، في وقتٍ سابق اليوم، أن الحكومة التركية حدّدت أفراد وفد يزور الولايات المتحدة لبحث الأزمة الراهنة بين البلدين الحليفين في «حلف شمال الأطلسي». وفق القناة، فإن الطرفين قد توصلا إلى اتفاق مسبق بشأن «قضايا معينة»، من دون التحديد ما إذا كانت ستشمل اتفاقاً بشأن القس أندرو برانسون المحتجز في تركيا، الذي بسببه تفاقمت الأزمة بين البلدين حتى وصلت إلى فرضِ عقوبات أميركية على وزيرين تركيين. يترأس الوفد الذي غادر اليوم إلى واشنطن نائب وزير الخارجية، سيدات أونال، فيما يتضمّن الوفد المؤلف من تسعة أشخاص مسؤولين من وزارات العدال والمالية والخارجية، وفق المصادر الدبلوماسية، التي أشارت أيضاً إلى أن اللقاء مع الأميركيين سيتمّ غداً. كذلك، ذكرت صحيفة «حرييت» التركية أن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، ونظيره الأميركي، مايك بومبيو، قد أجريا اتصالاً هاتفياً، اليوم. وكان الوزيران قد التقيا، في وقتٍ سابق من الأسبوع الماضي، في سنغافورة، على هامش قمة لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، وأجريا محادثات «بنّاءة».

«صديق وحليف قوي»
يأتي التحرّك السريع لأنقرة لاحتواء الأزمة مع الولايات المتحدة، في أعقاب إعلان السفارة الأميركية في أنقرة، اليوم، أن الولايات المتحدة لا تزال صديقاً وحليفاً قوياً لتركيا رغم التوترات الحالية بينهما، مضيفةً أن البلدين تربطهما علاقات اقتصادية نشطة.
كذلك، انتقدت السفارة، في تغريدة على موقع «تويتر»، تقارير وسائل الإعلام التركية التي نسبت إلى مسؤول أميركي قوله إن سعر الليرة التركية سيتراجع ليصل إلى سبعة ليرات للدولار، موضحةً أنها «مفبركة ولا أساس لها».
فضلاً عمّا تقدّم، يأتي هذا التحرّك بعد سلسلة تراجعات قياسية للعملة التركية، سبّبه التوتر مع الولايات المتحدة، وتهديدات الأخيرة التجارية. لكنها عادت وارتفعت بعيد الإعلان عن إرسال الوفد الدبلوماسي. وكانت الإدارة الأميركية قد أعلنت أنها تراجع الإعفاءات المقدمة لتركيا من الرسوم الجمركية، وهي خطوة قد تضر بواردات من تركيا تصل قيمتها إلى 1.7 مليار دولار. وتأتي المراجعة التي أعلنها مكتب الممثل التجاري الأميركي الجمعة بعدما فرضت أنقرة رسوماً على سلع أميركية، رداً على الرسوم التي فرضتها الولايات المتحدة على الصلب والألومنيوم. بشكل عام، فقدت العملة التركية 27 في المئة من قيمتها هذا العام، متأثرة بصفة أساسية بالقلق إزاء مساعي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نحو إحكام قبضته على السياسة النقدية في البلاد.