أعلنت شركة «غوغل»، أمس، حجب عشرات الحسابات والقنوات مرجعةً سبب ذلك إلى كونها «مرتبطة بإيران وروسيا». يأتي تحرّك «غوغل» بعد يومين من حجب 650 صفحة ومجموعة على موقعي «فايسبوك» و«انستغرام»، للسبب نفسه. تشديد الشركات الإلكترونية الأميركية الرقابة على مستخدميها، يتزامن مع استعداد البلاد لانتخابات التجديد النصفي للكونغرس، المقرر إجراؤها في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، إذ قالت «غوغل» إن خطوتها الأخيرة تندرج في إطار «حملات خدمات الإنترنت ضد التضليل الإعلامي الصادر من روسيا وإيران بهدف زرع الشقاق والالتباس قبيل الانتخابات».

«عملية تأثير» إيرانية
قالت «غوغل» إنها تمكنت، بالتنسيق مع شركة الأمن الإلكتروني «فاير آي»، من إيجاد رابط بين الحسابات وهيئة إذاعة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، «في إطار حملة تعود إلى كانون الثاني/ يناير 2017 على أقرب تقدير».
وأكدت الشركة الأميركية التي تتخذ من كاليفورنيا مقراً لها، أن التحقيقات في هذه المواضيع مستمرة، مشيرةً إلى أنها تواصل تقاسم ما تتوصل إليه من نتائج مع سلطات إنفاذ القانون والكيانات الحكومية الأخرى ذات الصلة في الولايات المتحدة وأماكن أخرى.
في البيان نفسه، قال نائب رئيس «غوغل»، كينت ووكر، إن «الفاعلين الذين يقومون بحملات التأثير ينتهكون سياساتنا، وسنقوم بإزالة المحتوى الذي ينشرونه بسرعة من خدماتنا، بالإضافة إلى حذف الحسابات».
وأوضح ووكر أن الشركة أغلقت في هذه الحملة 58 حساباً يقدم خدمات فيديو، و39 قناة على موقع «يوتيوب» (تمتلكها «غوغل» منذ عام 2006)، و13 حساباً على «غوغل بلاس» للتواصل الاجتماعي، وست مدونات.
بدورها، قالت «فاير آي» إنها تشتبه في أن «عملية التأثير»، التي يبدو أن مصدرها إيران، استهدفت جمهوراً في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأميركا اللاتينية والشرق الأوسط.
في السياق نفسه، أورد تقرير لـ«فاير آي» يوم أمس، بالتفصيل ما توصلت إليه الشركة التي أبدت ثقتها بنتائج خلصت إلى ربط حملات التضليل بإيران. تتضمن الأدلة، بحسب التقرير، أرقام هواتف وبيانات تسجيل مواقع إلكترونية والترويج لمحتويات تتوافق مع المصالح السياسية الإيرانية.


«الذراع الرقمية» للكرملين
في هذا الإطار، قالت «فاير آي» إن «الأنشطة التي كشفناها تشير إلى أن عدداً كبيراً من الفاعلين يواصل اختبار وممارسة عمليات تأثير باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة لتحديد أطر الخطاب السياسي»، مضيفةً أن هذه العمليات تتخطى بأشواط تلك التي قادتها روسيا.
وكان كينت ووكر قد كشف أن «غوغل» أغلقت 42 قناة لكونها «تتبع وكالة أبحاث الإنترنت المرتبطة بالكرملين».
وقد أشارت «غوغل» إلى أنها أوقفت «هجمات تصيّد» (phishing attack) ترعاها دول، تخللها توجيه رسائل خادعة لمستخدمي خدمات البريد الإلكتروني المجانية، في محاولة لدفعهم إلى كشف معلومات مثل كلمات المرور. وتابعت أنها رصدت في الأسابيع الأخيرة «محاولات في بلدان عدة من قبل فاعلين ترعاهم دول لاستهداف حملات سياسية وصحافيين ونشطاء وأكاديميين من حول العالم»، قبل أن تتمكن من إيقافها.
الشركة قالت إنها عززت عام 2017 دفاعاتها ضد فاعلين مرتبطين بـ«وكالة أبحاث الإنترنت» التي يشتبه في أنها «الذراع الرقمية» للكرملين.


«حسابات تضلل الناس»
يوم الثلاثاء الماضي، أعلن «فايسبوك» إغلاق أكثر من 650 حساباً وصفحة ومجموعة تم تعريفها بأنها «شبكة حسابات تضلل الناس».
في هذا السياق، أفاد مدراء في «فايسبوك» بأنه تم تقديم هذه الحسابات، التي يوجد بعضها على «انستغرام»، على أنها تمثل صحافة مستقلة أو جماعات مجتمع مدني، لكنها في الواقع كانت تعمل بـ«جهود منسقة».
وأعلن الموقع الأزرق أنه أقفل أيضاً مجموعة صفحات وحسابات مرتبطة بمصادر عرّفتها الولايات المتحدة سابقاً بأنها «تابعة للاستخبارات الروسية».
في اليوم التالي، قال مسؤول الأمن السابق في «فايسبوك»، أليكس ستاموس، إن منصات الإنترنت «لا تزال تعاني من فجوات أمنية».
وأضاف ستاموس الذي غادر «فايسبوك» هذا الشهر للالتحاق بجامعة «ستانفورد»، أن «الولايات المتحدة وجّهت رسالة إلى العالم مفادها أنها لا تأخذ هذه القضايا على محمل الجد (...) وعلى الرغم من أن هذا الفشل يؤكد عدم جاهزية البلاد لحماية انتخابات 2018، إلا أن الفرصة لا تزال سانحة لحماية الديموقراطية الأميركية في 2020».
وكانت «مايكروسوفت» قد ضبطت، الأسبوع الماضي، مواقع إلكترونية قالت إنها مرتبطة بالاستخبارات الروسية حاولت الدخول على خط النقاش السياسي الأميركي.