أكد الرئيس الكوبي، ميغيل دياز كانيل، يوم أمس، أن العلاقات بين كوبا والولايات المتحدة «في تراجع» منذ وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، في وقتٍ بدا فيه الرئيس الذي خلف راؤول كاسترو في نيسان/ أبريل الماضي من أنصار اتباع سياسة حازمة حيال الولايات المتحدة. وفي أول مقابلة تلفزيونية له، تحدّث دياز كانيل عن ضرورة تحديث النموذج الاقتصادي لكوبا، بالإضافة إلى تطرقه للدستور الجديد الذي يجري العمل عليه حالياً والذي أيّد الرئيس تضمينه تشريع زواج المثليين في معارضةٍ لرغبة الكنيسة الكاثوليكية في البلاد. وأكد دياز كانيل في المقابلة أن راؤول كاسترو، بالنسبة إليه، «أب يرشدني ويتركني أمشي»، وأنه بالإضافة إلى كونه يتحدّث معه بشكل يومي، فهو يشارك في كل الاجتماعات والنقاشات.

لسنا مستعيدن للتنازل
قال دياز كانيل في مقابلة مع قناة «تيليسور» التلفزيونية إنّ العلاقات بين كوبا والولايات المتحدة في تراجع، مشيراً، في الوقت ذاته، إلى أن بلاده «لا تزال تحافظ على قنوات حوار، وموقفنا هو ألّا نرفض في أيّ وقت إمكانات الحوار، لكنّ ذلك يجب أن يحصل بشكل نِدّي، لا بد من احترام متبادل وعدم فرض شروط على سيادتنا».
وأضاف الرئيس الكوبي أنه «إذا واصلت حكومة الولايات المتحدة هذا الموقف الشاذ، لن يكون هناك حوار»، مشيراً إلى أن الرئيس الأميركي يجب أن يسأل ما إذا كان يريد أن يتحاور مع كوبا، وهذا أمر لا يمكن أن يتم من موقع تفوق في القوة (...) لأننا لسنا مستعدين لتقديم تنازلات حول المبادئ».
في أول مقابلة تلفزيونية طويلة له، قال دياز كانيل إن بلاده «لم تهاجم أحداً»، كما نفى أي تورط لروسيا كانت بعض الصحف قد أشارت إليه، قائلاً «هذا مستحيل، أخلاقياتنا تحول دون أن نطلب من أحد مهاجمة آخرين».
وفي سياق متصل، ندّد الرئيس مجدداً بالتبعات الكارثية للحظر على بلاده، قائلاً إن العائق الأساس أمام نمو الجزيرة هو الحظر الذي تفرضه الولايات المتحدة. ووصف هذا الحظر بـ«الممارسة الوحشية»، وبأنه «جريمة ضد الإنسانية بحق شعب. إنه شعب محكوم عليه بالموت جوعاً». كذلك، أضاف دياز كانيل: «نريد أن نعيش في ظروف طبيعية لبلد لأننا لا نشكل تهديداً لأحد». وكانت وزارة الخارجية قد أعلنت في أواخر آب/ أغسطس أن الحظر الساري منذ عام 1962 «أدّى بأسعار اليوم إلى أضرار تُقدر بأكثر من 134,499 مليار دولار» بالاقتصاد الكوبي.

لم نتخلَّ عن الشيوعية
في الوقت نفسه، أكد الرئيس ضرورة «تحديث نموذجنا الاقتصادي والاجتماعي مع أخذ أجواء الحظر في الاعتبار»، مع العلم بأن الكوبيين بدأوا في منتصف آب/ اغسطس مناقشة مشروع الدستور الجديد الذي يعترف بدور السوق ونشاط القطاع الخاص في اقتصاد الجزيرة. وعلى الرغم من إلغاء الإشارة إلى «المجتمع الشيوعي» في النص الجديد، أكد دياز كانيل في المقابلة أنه «تغيير لا يذكر»، موضحاً أنه لا يعتبر ذلك تخلياً عن الشيوعية. وشدد على أن «الشيوعية والاشتراكية مرتبطتان بشكل وثيق. كل من هاتين الكلمتين تعني الأخرى».
إلى ذلك، عبّر دياز كانيل عن تأييده لتضمين الدستور الجديد الزواج بين مثليي الجنس الذي تعارضه الكنيسة الكاثوليكية. وأضاف الرئيس أن «الاعتراف بالزواج بين الناس، بلا قيود، يعالج مشكلة القضاء على كل أنواع التمييز في المجتمع».
ومن المقرر أن يجري الاستفتاء الوطني حول مشروع الدستور الجديد في كوبا في 24 شباط/ فبراير 2019.