بوادر نجاح؟
سواء أنجح مون أم لا، من المفترض أن تساعد القمة الثالثة بين الكوريتين في توضيح فكرة «نزع السلاح النووي الكامل». لكن رغم موجة التفاؤل التي حاصرت القمتين السابقتين، وقمة سنغافورة التاريخية، فإن المتابعين ظلّوا متوجسين من الخلافات حول «نزع النووي بالكامل» الذي تعهده كيم مع مون وترامب. يقول الرئيس السابق لـ«المعهد الكوري للوحدة الوطنية»، كيم تايو، إن «القمة الثالثة ستوضّح ما تقصده كوريا الشمالية... إذا كانت بيونغ يانغ تتفاوض بحسن النية طوال هذا الوقت، فإن مون سيكون قادراً على العودة بنتائج جيدة»، قبل أن يستدرك بالقول: «أرى أن هذا الاحتمال منخفض». وأضاف كيم كما نقلت وكالة «سي إن بي سي» الأميركية، أنه «سيكون من المهم أن يحصل مون من كيم على إشارة أوضح في ما يخصّ إجراءات ذات صدقية تجاه نزع السلاح، مثل تقديم وصف مفصل للبرنامج النووي لكوريا الشمالية».
تعوق العقوبات على بيونغ يانغ الانفتاح الاقتصادي بين الجارين
مع ذلك، يحرص الرئيس الكوري الجنوبي على إبقاء الدبلوماسية النووية على قيد الحياة، ليس للحفاظ على خفض التوتر فقط، بل لدفع خططه الطموحة في مشاركة «الشمال»، بما في ذلك المشاريع الاقتصادية وإعادة الربط بين الجارين. وعملياً بدأت الكوريتان العمل على طرح مشاريع ثنائية الأسبوع الماضي، إذ افتتح مكتب اتصال مشترك، لكن العقوبات الدولية المستمرة على بيونغ يانغ تؤدي إلى تعقيد الجهود لإطلاق التعاون عبر الحدود. ولذلك، اصطحب مون معه إلى القمة مسؤولي كبرى الشركات في سيول، وفي مقدمهم وارث إمبراطورية «سامسونغ»، لي جاي يونغ، ورئيسا مجموعتي «إس كي» و«إل جي». وكان الرئيس الجنوبي قد قال الثلاثاء الماضي، إن «ما يحتاجه الجنوب والشمال ليس مجرد إعلان مشترك آخر، بل إيجاد سبل لتنمية العلاقات بصورة كبيرة... لا يمكننا وقف جهود الوساطة حتى يستمر الحوار بين بيونغ يانغ وواشنطن بسلاسة».
إعلان رسمي لنهاية الحرب
من جانب آخر، ستكون قضية إعلان نهاية رسمية للحرب الكورية (1950-1953)، التي توقفت بهدنة تركت شبه الجزيرة الكورية في حالة حرب لأكثر من ستين عاماً، على رأس جدول أعمال القمة. فالبلدان يطالبان بإصدار إعلان في هذا الشأن في نهاية العام، لكن الولايات المتحدة لها رأيٌ مغاير، إذ تريد أن ترى خطوات ملموسة نحو نزع السلاح النووي أولاً، فضلاً عن خوفها من أن الإعلان يمكن أن يضغط عليها لسحب قواتها من كوريا الجنوبية، إضافة إلى الخوف من الصين، رغم تأكيد بكين دعمها الجهود السياسية في إطار المبادرة مع موسكو.
هذا التخوف تمثل باتهام سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، أمس، روسيا، بـ«الغش» في ما يتعلق بالعقوبات المفروضة على كوريا الشمالية، في وقت قال فيه سفير الصين، ما تشاو شو، إن بلاده تنفذ العقوبات. وهذه ليست المرة الأولى التي تضغط واشنطن فيها على حلفاء بيونغ يانغ، إذ فرضت عقوبات على شركات وأشخاص روس وصينيين، متهمة إياهم بانتهاك العقوبات.
يشار إلى أنه في زيارة سابقة لكوريا الشمالية (الشهر الماضي)، التقى مستشار الأمن القومي الكوري الجنوبي، تشونغ إيوي يونغ، كيم، وقال إنه أبلغه أن «إعلان نهاية الحرب لن يضعف التحالف بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية»، مضيفاً أن الأخير «يود تحقيق نزع السلاح النووي قبل نهاية ولاية ترامب الأولى».
مخاوف من «اتفاق سيئ»
رأى الباحث في مركز الدراسات الدولية في واشنطن، فيكتور تشا، أنّ على الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أن «يفصل ما بين مفاوضات السلام وملف نزع السلاح النووي». وأعرب تشا، الذي كان قد طُرح اسمه سابقاً سفيراً في سيول، عن مخاوفه من أن تفضي المحادثات حول أسلحة بيونغ يانغ إلى «اتفاق سيئ».
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن تشا قوله: «تريد واشنطن مقابل السلام تصريحاً بالقدرات النووية الكورية، لتتوصل لاحقاً إلى جدول زمني لنزع السلاح، لكن لا شيء يدل على أن بيونغ يانغ ستُقدم على تنازلات. يريدون السلام أولاً، وبالتالي إن الأمر لن ينجح». وعن دور الإدارة الأميركية الحالية، رأى أنها «لم تحقق تقدماً كبيراً... وأن ما أنجزته أن كيم كان في ما مضى معزولاً، قرر ترامب أن يلتقيه، ما استتبع اجتماعات قمة دولية!».
(الأخبار)