يتابع رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، زيارته إلى السعودية، في أول رحلة له إلى الخارج له منذ توليه السلطة. تندرج زيارة خان ضمن مساعي الحصول على قروض تجنّب باكستان أزمة في ميزان مدفوعاتها، وتشكّل محطة لافتة منذ وصول خان إلى السلطة بعد فوز حزبه في الانتخابات التشريعية الأخيرة، لكونه يُعدّ خصماً للسعودية وسياساتها. ووصل خان إلى السعودية يوم أمس، في زيارةٍ تستمر يومين، ومن المقرّر أن تليها زيارة إلى دولة الإمارات. وقد أعلنت وزارة الخارجية الباكستانية أن الزيارة تأتي تلبية لدعوة من ملك السعودية سلمان وولي عهده محمد بن سلمان، على أن تبحث «القضايا ذات الاهتمام المشترك»، بحسب ما أوردت وزارة الخارجية الباكستانية.
إلا أن الأهم في هذه الزيارة هو ما ذكرته وسائل إعلام باكستانية عن أن إسلام أباد تسعى للحصول على قروض بمليارات الدولارات من السعودية والصين تُخرجها من الأزمة الاقتصادية. بهذا المسعى، تريد باكستان تجنب العودة إلى صندوق النقد الدولي التي ستكون الثالثة عشرة منذ نهاية الثمانينيات. وفي هذا السياق، قال وزير المالية الباكستاني، أسد عمر، الذي يرافق خان في زيارته، إن الحصول على قرض من صندوق النقد الدولي هو «خيار بديل»، مشيراً إلى أن الحكومة تدرس مجالات أخرى للمساعدة، وهو ما فُسر بأن بلاده تسعى إلى طلب مساعدة من الصين والسعودية اللتين قدَّمتا قروضاً ضخمة لباكستان من قبل.
وكانت السعودية قد قدمت في عام 2014 قرضاً لباكستان قيمته 1.5 مليار دولار استخدمته الحكومة لدعم عملتها المحلية، وجاء ذلك بعد ستة أشهر من حصول باكستان على آخر قرض من صندوق النقد الدولي.
عجز ميزان المعاملات الجارية في باكستان اتسع بنسبة 43 في المئة ليصل إلى 18 مليار دولار في السنة المالية التي انتهت في 30 حزيران/ يونيو، بينما قفز عجز الموازنة إلى 6.6 في المئة.
في هذا الإطار، يواجه خان وحكومته تحديات عدة بينها التعثر الاقتصادي والتطرف وشح المياه وتسارع النمو السكاني، ولا شك في أن التحدي الأكثر إلحاحاً هو أزمة ميزان المدفوعات.
خلال حملة حزبه الانتخابية قبيل وصوله إلى السلطة، ركّز خان على اقتلاع جذور الفساد والحدّ من الفقر والقيام بإصلاحات اقتصادية. وتنفيذاً لتلك الوعود، أعلنت الحكومة زيادات في الضرائب لأصحاب الدخل المتوسط والمرتفع، ورفعت الرسوم على واردات السلع الفاخرة، بهدف جمع إيرادات إضافية تصل إلى 183 مليار روبية (1.48 مليار دولار).
وكان حزب خان، قد أطاح خلال الانتخابات البرلمانية الأخيرة بجناح حليف السعودية ورئيس الوزراء السابق نواز شريف من حزب «الرابطة الإسلامية». وعُرف خان بمعارضته مشاركة بلاده في التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، فيما وصلت حكومته إلى السلطة بفضل تعهدات باقتلاع جذور الفساد والحد من الفقر.


الإفراج عن نواز شريف
أمرت محكمة باكستانية، اليوم، بالإفراج عن رئيس الوزراء السابق نواز شريف المحكوم عليه بالسجن عشر سنوات بتهمة الفساد في محكمة البداية، في انتظار انتهاء المحاكمة في الاستئناف كما أفاد محاميه.
ونقلت وكالة «فرانس برس» عن محامي شريف، خواجه هاريس، إن «المحكمة العليا في اسلام اباد أمرت بتعليق الحكم ضد نواز شريف وابنته مريم نواز وصهره وأمرت بالافراج عنهم بكفالة في انتظار قرار نهائي». وكان شريف قد سجن في 13 تموز/يوليو الماضي.