تمثّل الفتيات أكبر فئة من ضحايا الأزمات الإنسانية، نتيجةً لتعرضهنّ لانتهاكات عدة، من تزويجهن قسراً وحرمانهنّ من التعليم، ومواجهتهنّ خطر وفاة يزيد 14 مرّة عن الفتيان خلال نزاعٍ ما، وذلك وفق تقريرٍ لمنظمّة International Plan غير الحكومية، عرضته، اليوم، أمام الأمم المتحدة. التقرير الذي يمتدّ على 154 صفحةً، يلقي الضوء من خلال ثلاثة تحقيقات على مصير فتيات من الروهينغا في مخيم لاجئين في بنغلادش، ويقارب أيضاً أوضاع مجموعةٍ ثانية من حوض بحيرة تشاد وثالثة من جنوب السودان، وهي مناطق ثلاث «تعاني في شكل خاص من عدم الاستقرار»، وفق توصيف المنظمّة.
يشير التقرير أيضاً إلى وضع النساء في الاقتصاد العالمي من خلال إدماجهنّ في سوق العمل في بلدانهنّ، فيما يتضمنّ في الوقت نفسه مقالات من صحافيين وناشطين عالميين، يتحدّثون عن تجاربهم في مضامير عدّة متعلقة بأوضاع الفتيات والنساء في المناطق التي تشهد اضطرابات ونزاعات. توثّق المنظمة أيضاً شهاداتٍ من فتيات من مناطق النزاع، يتحدثن بشكلٍ واضح عن تجاربهنّ.

جنوب السودان: التفكير في الانتحار
«الزواج قسراً والخطف وأعمال عنف والانتهاكات الجنسية والعبودية»، وعدم توافر فرص التعليم، هي أبرز المشكلات التي تعاني منها الفتيات في تلك المناطق. على سبيل المثال، في المخيمات المكتظة في أوغندا، قابلت المنظمة 249 فتاة من جنوب السودان، تتراوح أعمارهن بين 10 و19 سنة، قلن إن «استمرار أعمال العنف أصبح المعيار في المنزل والمجتمع».
استنتج التقرير أن ذلك «لا يبعث على الدهشة لأن النزاع في جنوب السودان أصبح مطبوعاً بالوحشية المتفشية ومنها مستويات من العنف المفرط ضد النساء والأطفال». وأضافت المنظمة أن «مراهقة من أربع فكّرت في الانتحار مرة على الأقل» في السنة التي سبقت التحقيق، كما أن 77 في المئة من الفتيات أيضاً ليس لديهن ما يكفي من الطعام.

ضرب وانتهاكات جنسية
أما في منطقة حوض بحيرة تشاد، التي قالت منظمة «بلان إنترناشونال» إنها تشهد إحدى أكثر الأزمات الإنسانية خطورة، أكدت واحدة من ثلاث فتيات أنها لا تشعر بالأمان في المنزل، وأوردت واحدةً من خمس أنها تعرضت للضرب في الشهر الذي سبق التحقيق وواحدة من عشر قالت إنها تعرضت لانتهاكات جنسية. ومن بين 449 فتاة قابلتهن المنظمة في نيجيريا والنيجر وكاميرون، قالت ثلثاهن إنهن فصلن عن آبائهن بسبب النزاع وفي 30 في المئة من الحالات فصلن عن الأبوين. يضاف إلى ذلك افتقار 62 في المئة منهن للغذاء، ما يعني اضطرارهن إلى ممارسة أعمال غير قانونية أو قطع مسافات بعيدة للحصول على خشب للوقود أو الماء، وبذلك يعرضن أنفسهن لخطر متزايد من مواجهة مضايقات أو أعمال عنف.

الحرمان من التعليم
يشرح التقرير أيضاً أن انعدام الأمن يمثّل عقبةً أمام التعليم مع خشية العديد من الفتيات من الأخطار التي قد تواجههنّ على الطريق إلى المدرسة، كما يقيّد الزواج القسري التحصيل العلمي لكثيرات يجبرن على الزواج بين عمر 14 أو 15 سنة فقط. في النيجر مثلاً، تزوّج ثلاثة أرباع الفتيات قبل سن 18. حرمت أيضاً فتيات الروهينغا اللواتي لجأن إلى مخيم «كوكس بازار» الحدودي في بنغلادش، من التعليم. أكدت ثلثاهن أنهنّ لا ترتدن المدرسة لأسباب عدة منها الجوع والتعرض للضرب والاغتصاب والخطف وإجبارهن على الدعارة. كذلك، أكدت واحدة من خمس بنات تراوح أعمارهن بين 13 و15 سنة أنه تم تزويجها.

النساء في سوق العمل
وفق إحصاءات نشرتها المنظمة في تقريرها، تبيّن أنّ:
في 90% من البلدان يوجد قانون واحد على الأقل يحرم النساء من المساواة الاقتصادية
في 15 دولة، يحقّ للرجال الاعتراض قانونياً على عمل زوجاتهنّ ومنعهنّ من العمل، وفي 79 دولة توجد قوانين تحظّر بعض الأعمال على النساء
75 % من حالات توظيف النساء في الدول النامية هو غير رسمي وغير محميّ من القانون
40% من الأشخاص يعتقدون أنه مع تراجع فرص العمل، للرجال حقّ في التوظيف أكثر من النساء
24% من أجور النساء حول العالم هي أدنى من أجور الرجال

التعليم... بالأرقام
يشير التقرير إلى تحسن في مجال المساواة بين الفتيات والصبيان في مجال التعليم نهاية عام 2015، بينما ستتمكن فقط 48%من الدول من تحقيق المساواة في التعليم الثانوي في المستقبل
في 30 بلداً، 43% من الفتيات اللواتي خارج التعليم وهنّ من الطبقة الفقيرة
1من 5 فتيات مراهقات هي خارج المدرسة
زيادة تعليم الفتيات لا يعني بالضرورة زيادةً في المساواة: في أميركا اللاتينية والشرق الأوسط، ارتفاع تعليم الفتيات لم يؤدِ إلى مساواتهنّ في المنزل أو في سوق العمل