انتقدت الصين الولايات المتحدة، أمس، بسبب تحليق قاذفات «بي-52» في محيط بحر الصين الجنوبي، مطالبة واشنطن باتخاذ إجراءات لـ«تحسين العلاقات العسكرية بين البلدين». المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، رين قوه تشيانغ، قال إن بكين «تعارض تماماً الأعمال العسكرية الاستفزازية»، التي تقوم بها الولايات المتحدة في بحر الصين الجنوبي، الذي يشكل نقطة نزاع حساسة بين الصين وتايوان وفيتنام وماليزيا وبروناي والفيليبين.جاء ذلك، بعد أن كشف المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، ديفيد ايستبورن، عن أن عدداً من قاذفات «بي-52» شاركت «في عملية مشتركة في شرق بحر الصين، مساء الثلاثاء» الماضي، مضيفاً أنها حلقت كذلك «في المجال الجوي الدولي في جنوب بحر الصين». وأوضح مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (رفض كشف هويته)، أن العملية تمت بالتعاون مع اليابان، وأنها تأتي في إطار ما تسميه الولايات المتحدة «الحضور المتواصل للقاذفات» في المنطقة، وهي عمليات تهدف إلى تأكيد الوجود الأميركي في المحيط الهادئ.
تحليق القاذفات الأميركية، جاء بالتزامن مع إعلان القنصلية الأميركية في هونغ كونغ، أن بكين رفضت طلباً للسماح لسفينة حربية أميركية بزيارة المدينة، وهو قرار جاء عقب سلسلة من «الاستفزازات» العسكرية الأخرى من الجانب الأميركي. ففضلاً عن فرضها عقوبات على هيئة عسكرية صينية ومديرها بسبب شراء مقاتلات ونظام صواريخ «أرض - جو» متقدم من موسكو، وافقت الولايات المتحدة على بيع قطع غيار لطائرات مقاتلة من طراز «إف-16»، وطائرات عسكرية أخرى، تصل قيمتها إلى 330 مليون دولار إلى تايوان.
ويأتي التحرك الأميركي الأخير في بحر الصين، بعد أيام قليلة من إعلان وزارة الدفاع الصينية إلغاء زيارة قائد البحرية، شين جين لونغ، إلى واشنطن، على خلفية فرض الأخيرة عقوبات جديدة ضد بكين، بسبب تعاونها العسكري مع روسيا.
سياسياً، اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب بكين بالتدخل في السياسة الأميركية الداخلية، ومحاولة «التأثير» على انتخابات الكونغرس المقررة في السادس من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، وذلك خلال ترؤسه لاجتماع مجلس الأمن الدولي، التابع للأمم المتحدة.
وقال ترامب «عرضت التزام الإدارة الأميركية ببناء مستقبل عادل وآمن… وجدنا، للأسف، أن الصين تحاول التدخل في الانتخابات المقبلة ضد إدارتي»، مضيفاً «إنهم لا يرغبون في أن أحقق أي نتائج إيجابية، ولا يريدون الفوز لنا، لأنني أول رئيس أميركي يتحدى الصين تجارياً».
من جهته، نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، قنغ شوانغ، اتهامات ترامب، داعياً الولايات المتحدة «إلى الكفّ عن هذا الانتقاد والافتراء المتواصل.... الذي يضرّ بالعلاقات الثنائية والمصالح الأساسية لشعبي البلدين».
هذه ليست المرة الأولى التي توجه الإدارة الأميركيةفيها اتهامات ضد بكين، إذ سبق أن اتهم ترامب الصين، في تغريدات على موقع «تويتر»، بمحاولة «تغيير نتائج الانتخابات الأميركية، عن طريق التأثير على أصحاب المزارع والعمال في المصانع، لأنهم موالون لي»، في حين اتهم مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، الشهر الماضي، الصين «بالتخطيط للتدخل في الانتخابات الأميركية المرتقبة».
إلى ذلك، دخلت بريطانيا واليابان على خط النزاع الأميركي ــ الصيني، إذ شهد بحر الصين الجنوبي تحركاً مشتركاً بين البلدين الحليفين لواشنطن.
وانضمت أكبر سفينة حربية يابانية «كاجا» إلى تدريبات بحرية مع الفرقاطة الملكية البريطانية «أرجيل»، في المحيط الهندي، فيما تتجه الفرقاطة إلى منطقة بحر الصين الجنوبي، المتنازع عليها وشرق آسيا. وقال قائد قوات الدفاع البحرية اليابانية، كينجي ساكاجوتشي، «تربطنا علاقات قديمة بالبحرية البريطانية، وكلانا حليف للولايات المتحدة، وهذه التدريبات فرصة لنا لتعزيز التعاون»، ليؤكد بذلك الأبعاد السياسية لهذا العمل العسكري المشترك، ورسالة «الصداقة» التي يحاول كلا البلدين إرسالها إلى واشنطن.
وتدربت «أرجيل» و«كاجا» والمدمرة «إينازوما» المرافقة لها، على تشكيلات في المياه الهادئة بالمحيط الهندي، قرب ممرات بحرية تجارية، تتحرك فيها حاويات وناقلات نفط، فيما حلقت ثلاث طائرات هليكوبتر من حاملة الطائرات اليابانية في الأجواء لتراقب التدريبات.