في تصريحات غامضة، هددت مندوبة الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي «الناتو»، كاي بيلي هاتشيسون، بأن الولايات المتحدة قد تلجأ إلى «إخراج» صواريخ روسية، يدعي مسؤولون أميركيون أنها تنتهك معاهدة الحرب الباردة للحد من نشر الأسلحة الاستراتيجة، من دون أن توضح ما إذا كانت تعني توجيه «ضربة وقائية» أو «تطوير أنظمة جديدة» لاعتراض الصواريخ الروسية.حديث هاتشيسون، جاء قبل يوم من اجتماع لوزراء دفاع «الناتو»، يُعقد اليوم وغداً الخميس، للتصدي للانتهاكات الروسية المزعومة، في ردٍّ على سؤال، خلال مؤتمر صحافي عقد أمس، في العاصمة البلجيكية بروكسل، عما يمكن أن تفعله الولايات المتحدة بشأن التطوير السري الذي تجريه روسيا لنظم صواريخ «كروز»، بالقول: «إن الإجراءات المضادة ستكون لإخراج الصواريخ التي تطورها روسيا في انتهاك للمعاهدة». وأضافت أن السؤال المطروح هو: «ماذا سنفعل إذا استمر هذا (الخرق الروسي للمعاهدة)، إلى حد أننا نعرف أنه قادر على إيصال الصواريخ المحظورة. وعند هذه النقطة، سننظر في القدرة على إطلاق صاروخ، يمكن أن يضرب أياً من بلداننا في أوروبا، ويضرب أميركا في ألاسكا».
التصريحات الأميركية لاقت استجابة غاضبة من وزارة الخارجية الروسية. إذ قالت المتحدثة باسم الوزارة، ماريا زاخاروفا، إن «الانطباع هو أن الأشخاص الذين يصرحون بمثل هذه التصريحات، غير مدركين لدرجة مسؤوليتهم، وخطر الخطابة العدوانية»، وتساءلت: «من الذي أذن لهذه السيدة بأن تقدم مثل هذه الادعاءات؟ الشعب الأميركي؟ هل يعرف الأميركيون العاديون أنهم يدفعون من جيوبهم لما يسمى الديبلوماسيين الذين يتصرفون بنحو عنيف ومدمر؟».
وفي جوقة التفسيرات التي أثيرت أمس، حول تصريحات المندوبة الأميركية، نقلت صحيفة «واشنطن بوست»، عن مسؤول مطلع قوله: «إنها لا تعني ضربة إستباقية»، لكنها نقلت في المقابل، عن خبراء، تفسيرات تحتمل أن تكون تعني بكلامها استعداد بلادها لتوجيه «ضربة استباقية ضد الصواريخ الروسية»، مشيرين إلى أن «مثل هذه الخطوة يمكن أن تؤدي إلى حرب نووية».
وتحظر المعاهدة، التي وقّعتها الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي في عام 1987، إنتاج الصواريخ النووية والتقليدية التي تصل مداها من 500 إلى 5500 كيلومتر، ونشرها. وهو ينطبق على الصواريخ الباليستية والقذائف التي تطلق من الأرض. وفي مؤتمر صحافي، أمس، قال الأمين العام لحلف «الناتو»، ينس ستولتنبرغ، إن «تقاسم الأعباء» سيكون من أبرز مواضيع أجندة الاجتماع، مشيراً إلى أن «هذا الموضوع لا يمكن اختزاله بالنفقات الدفاعية وحسب». ولفت ستولتنبرغ، إلى أن الوزراء سيتناولون قوة الدفاع والردع للحلف، حيث ستلتئم في هذا الإطار «مجموعة التخطيط النووي». وأوضح أن استعدادات «الناتو»، للتصدي للتهديدات التقليدية والهجينة والإلكترونية، ستناقش في جلسة خاصة، في إطار الاجتماع.
ومن المقرر أن تبدأ مناورات «ترايدنت جانكشر 2018» لـ«الناتو»، بعد اجتماع الغد، بنحو 3 أسابيع (في 25 تشرين الأول/ أكتوبر الحالي) في النرويج. في المقابل، أعلنت روسيا، في بيان لزاخاروفا، أمس، أنها ستتخذ التدابير اللازمة لحماية أمن البلاد، واصفةً المناورات بأنها «خطوة غير صديقة». وأضافت: «لا يمكن تجاهل كل هذه الاستعدادات التي يجريها الناتو... إن روسيا ستتخذ التدابير اللازمة من أجل حماية أمن البلاد».