عبّر البابا فرنسيس عن قلقه من «الشلل» الذي يصيب الكنيسة الكاثوليكية، داعياً خلال افتتاحه لتجمّع للأساقفة خاص بالشبان، اليوم، إلى «تغيير» هيكلية الكنيسة التي تبعد الجيل الجديد عنها، علماً بأن هذا السينودوس الذي سيستمر شهراً، يحضره أكثر من 250 أسقفاً من مختلف أنحاء العالم، ونحو 40 شاباً بصفة مراقبين.لكن هذه الدعوة قد تكون متأخرة في ظلّ دوامة أزمة سقطت فيها الكنيسة، نتيجةً للانتهاكات الجنسية التي ارتكبها أساقفة وكرادلة على مستويات عالية في الكنيسة، من الولايات المتحدة وتشيلي وغيرهما من الدول. وفي الأشهر الأخيرة، تراكمت الفضائح المرتبطة بالتحرش الجنسي، أدّت إلى إقالة عددٍ من الأساقفة في الولايات المتحدة، خصوصاً بعدما وصلت المسألة إلى القضاء.
هذا التحرّك المتأخر للكنيسة في مواجهة فضائح عمرها عقود قد لا تشفع له مطالبة الحبر الأعظم، اليوم، قادة الكنيسة بألا يسمحوا بأن ينطفئ إيمان الأجيال القادمة بسبب «أوجه تقصيرنا وأخطائنا وآثامنا».
عبّر بعض الأساقفة عن استيائهم من تعامل الكنيسة مع القضية؛ ففي إشارة إلى الضغط الاستثنائي الذي تتعرض له الكنيسة نتيجة فضائح الانتهاكات الجنسية التي ارتكبت على نطاق عالمي، دعا الكاردينال تشارلز شابوت، أسقف فيلادلفيا، إلى إلغاء «تجمع الشباب» ليكون بإمكان الفاتيكان التركيز على الإعداد لتجمّع آخر للأساقفة بشأن منع الانتهاكات الجنسية. كذلك، لم يحضر الاجتماع الكاردينال جوزيف توبين، أسقف نيوارك في نيوجيرسي، ليعالج آثار الفضائح الجنسية هناك. وقاطع الأسقف روبرت موتسارت من منطقة دين بوش في هولندا التجمع، قائلاً إنه لا مصداقية له.

حضور تاريخي للصين
في سياق منفصل، رحّب الحبر الأعظم الذي احتفل في ساحة القديس بطرس بقداس افتتح خلاله أعمال السينودوس «باثنين من الإخوة الأساقفة من الصين القارية»، وهذه سابقة بالنسبة إلى هذا النوع من المؤتمرات الكنسية.
حضور هذين الأسقفين من الجمعية الوطنية الكاثوليكية الصينية (تشرف عليها الحكومة) هو نتيجة اتفاق تاريخي أبرم لتوّه بين الفاتيكان والصين بشأن المسألة الشائكة لتعيين الأساقفة. وفي ختام القداس، تُليت أيضاً صلاة قصيرة بمختلف اللغات، بما فيها الصينية. وقال البابا في عظته: «نبدأ لقاءً كنسياً جديداً قادراً على توسيع الآفاق، وفتح القلوب وتغيير هذه الهيكليات التي تصيبنا بالشلل اليوم، وتفصل بيننا وتبعدنا عن الشبان، تاركةً إياهم معرضين للأخطار». كذلك، عيّن البابا فرنسيس الذي سيرأس السينودوس، أربعة رؤساء منتدبين من جميع أنحاء العالم، وكرادلة من العراق ومدغشقر وبورما وبابوازيا غينيا الجديدة، التي تكثر فيها نسبة الشبان المعرّضين للبؤس والنزاعات، أو أن المسيحيين فيها أقليّة دينية. وهذه طريقة يعتمدها حتى لا تقتصر النقاشات على المشاكل المجتمعية للبلدان الغربية الأكثر.