اختتم رئيس الوزراء الهندي، ناريندا مودي، زيارة إلى العاصمة اليابانية طوكيو، استمرت ثلاثة أيام، التقى خلالها نظيره شينزو آبي. وتطرقت محادثات الطرفين إلى مستقبل العلاقات التجارية بين العملاقين الآسيويين في ظل أجواء الحمائية المتصاعدة عالمياً. وذكرت وكالة «أسوشييتد برس»، أن زيارة مودي هدفت إلى دعوة دول منطقة المحيط الهادئ إلى «التوحد ضد السياسات الحمائية والتوترات المتجاوزة للحدود». ولفتت الوكالة إلى أن «سياسات (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب، والتي استهدفت اليابان ودولاً عدة برسوم جمركية حمائية، توجه معظمها ضد الصين، تحفز كلاً من اليابان والهند على تعميق علاقتيهما الاقتصادية».وأثمرت اجتماعات الطرفين توقيع اتفاق ثنائي لتبادل العملة بقيمة 75 مليار دولار. ووفق بيان صدر عن نيودلهي، أمس، فإن «الاتفاق سيسهم في تحقيق استقرار أكبر في أسواق العملة الأجنبية ورأس المال في الهند». كذلك اتفق البلدان على تطوير علاقاتهما الدبلوماسية والعسكرية، كما وقدمت طوكيو قروضاً بفوائد مخفضة إلى نيودلهي.
وقع الجانبان اتفاقاً لتبادل العملة بقيمة 75 مليار دولار


وقال آبي في بيان صحافي مشترك مع مودي، أعقب المحادثات، إن «العلاقات القوية بين اليابان والهند تشكل أساساً للحفاظ على المنطقة». وأكد أن الجانبين سيطلقان حواراً أمنياً جديداً على المستوى الوزاري وسيعززان التواصل بين جيشيهما وقواتهما البحرية، مشيراً إلى أن طوكيو قدمت قروضاً بفوائد مخفضة بقيمة 316,4 مليار ين (2,8 مليار دولار) إلى الهند. وكشف آبي أن «اليابان والهند ستتوليان قيادة المنطقة نحو الاستقرار والازدهار».
من جهته، أوضح مودي أن الاستثمار سيخلق نحو 30 ألف وظيفة جديدة في الهند، وأنه جرى التعهد بـ«دفع التعاون بيننا بسرعة من دون انقطاع»، مضيفاً: «القرن الـ21 هو قرن آسيا... من الواضح أنه لن يكون هناك قرن آسيا من دون تعاون بين الهند واليابان». أما وزير الخارجية الياباني، فقال إن قادة البلدين تبادلوا الآراء في شأن أن تكون منطقة المحيط الهادئ الهندي منفتحة وحرة.
في السياق، رأى أستاذ السياسات الدولية في جامعة «تاكوشوكو»، تاكاشني كاواكامي، أن «(رئيس الوزراء شينزو) آبي يحاول الموازنة بين الصين والهند». وقال كاواكامي، لوكالة «فرانس برس»، إن لقاءي رئيس الوزراء الياباني مع الرئيس الصيني، في ظل المواجهة بين الصين والولايات المتحدة ورئيس الحكومة الهندية مودي هدفا إلى «تحقيق التعاون بين اليابان والهند والولايات المتحدة لتكون منطقة المحيط الهادئ الهندي حرة ومنفتحة، في مواجهة الصين».