تعتزم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) نشر 5200 جندي على الحدود مع المكسيك، وذلك في محاولة لمنع قافلة مهاجرين من أميركا الوسطى من العبور بطريقة غير شرعية إلى أراضي الولايات المتحدة. وجدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب انتقاده قافلة المهاجرين المكونة بمعظمها من أشخاص من الهندوراس فرّ الكثير منهم من عنف العصابات في بلدهم.
وفي تغريدة عبر «تويتر»، كتب: «هناك الكثير من أفراد العصابات والكثير من الأشخاص السيئين كثيراً ضمن القافلة المتوجهة إلى حدودنا الجنوبية»، مجدداً بذلك الخطاب المتشدّد المناهض للهجرة والذي ساهم في فوزه في انتخابات عام 2016. وقال مخاطباً المهاجرين في القافلة: «أرجوكم عودوا، لن يسمح لكم بدخول الولايات المتحدة إلّا من خلال العملية القانونية. هذا غزو لبلادنا وجيشنا في انتظاركم».

ثلاثة أضعاف عدد القوات في سوريا
حول نشر الجنود، قال رئيس القيادة الشمالية في الجيش الأميركي الجنرال تيرانس أوشوغنيسي للصحافيين، إن العناصر البالغ عددهم 5200 سيركزون على محاولة «تشديد الحماية» على المعابر الحدوديّة والمناطق المحيطة بها، بالإضافة إلى ما تقوم به وحدات الهندسة من بناء سياجات موقتة. وسيرسل البنتاغون أيضاً شرطة عسكرية وثلاث مروحيات تحمل أجهزة استشعار متطوّرة وأجهزة رؤية ليلية.
وبالرغم من أنّ الجنود لا يقومون بمهمات مباشرة لفرض القانون ويتركز عملهم على الدعم، إلّا أنه سيتم نشرهم بكامل عتادهم، وفق مسؤولين.
تجدر الإشارة إلى أنّه حتى في الوقت الذي كشف مسؤولون أميركيون عن تفاصيل عملية نشر الجنود، حاول مهاجرون عبور نهر سوتشيات من غواتيمالا إلى المكسيك على متن قوارب مصنوعة من إطارات الشاحنات أو عبر تشكيل سلاسل بشرية. كما عبر آخرون النهر سباحة، بعدما رفضت السلطات المكسيكية فتح جسر حدودي.
هذه الخطوة تمثّل تعبئة عسكرية كبيرة على طول الحدود، حيث يوجد حالياً ألفا جندي من أفراد الحرس الوطني لمؤازرة حرس الحدود.
ويشير هذا الانتشار الكبير للجنود إلى زيادة حادّة تفوق التقديرات الأولية عندما أعلن مسؤولون أميركيون، الأسبوع الماضي، أنّ 800 جندي سيتّجهون جنوباً. وهذا يعني أنّه في غضون أيام، سيكون للجيش الأميركي على الحدود الجنوبية ثلاثة أضعاف عدد قواته المُعلن عنها التي تقاتل «داعش» في سوريا.

خيامٌ «جميلة» للاجئين
وخلال الأسابيع الأخيرة، قال الرئيس الأميركي مراراً إن هناك حاجة لمزيد من القوات «لتعزيز أمن الحدود»، حيث استغل القافلة سياسياً قبيل انتخابات منتصف الولاية التشريعية التي قد تشهد استعادة الديموقراطيين شيئاً من نفوذهم.
بدوره، أفاد مفوض الجمارك وحماية الحدود الأميركي، كيفن ماكالينان، بأنّ السلطات الأميركية تتعقّب مجموعة مكونة من نحو 3500 شخص يتوجهون شمالاً عبر منطقة تشياباس -أواهاكا في جنوب المكسيك.
ويراقب مسؤولون كذلك مجموعة أخرى تضم نحو 3000 شخص تجمّعوا عند معبر حدودي بين غواتيمالا والمكسيك. كذلك أعلن الرئيس الأميركي، مساء أمس، أن إدارته تخطّط لإقامة مخيمات للمهاجرين الذين يصلون إلى الحدود ويطلبون اللجوء.
وقال ترامب في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز»: «في حال تقدّموا بطلب للجوء، فسنحتجزهم إلى أن يحين موعد محاكمتهم. سنبني مدن خيام، سنبني خياماً في كل أنحاء المكان».
وأضاف: «لن نشيد مباني وننفق مئات ملايين الدولارات. سننصب خياماً ستكون جميلة جداً وسيكون عليهم الانتظار. وفي حال لم يحصلوا على اللجوء فسيخرجون».

أجندة الخوف
في هذا السياق، وصف ماكالينان الوضع عند الحدود الأميركية-المكسيكية بأنه «أزمة إنسانية وأمنية»، مشيراً إلى أنّ حرس الحدود أوقفوا نحو 1900 شخص كل يوم كانوا يعبرون بطريقة غير شرعية على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية.
وقال ماكالينان إن «أكثر من نصف هؤلاء يتألفون من عائلات وأطفال غير مصحوبين من ذويهم يسلمون مصيرهم لمهربي بشر عنيفين ويدفعون 7000 دولار عن كل شخص لخوض الرحلة».
من جهة أخرى، انتقد اتحاد الحريات المدنية الأميركي قرار ترامب إرسال الجنود، واصفاً التحرّك بأنه سياسي ويهدف إلى تغذية «أجندة الخوف والانقسامات المعادية للهجرة» التي يتبعها الرئيس الجمهوري. وقال المحامي من الاتحاد شاو دريك: «يحتاج هؤلاء المهاجرين إلى المياه والحفاضات وغيرها من الأساسيات لا إلى فرقة جيش». أمّا أعضاء الحزب الديموقراطي، فحاولوا جاهدين تقديم بدائل متّسقة عن اقتراحات ترامب للتعامل مع القافلة.