بعد إعفاء ثمانية دول مستوردة للنفط من العقوبات الأميركية على إيران، وكذلك إعفاء مشروع ميناء تشابهار وشقه المتعلقة بأفغانستان والهند، أعلنت الولايات المتحدة استثناء العراق من الحظر وإعفاء استيراد الغاز الطبيعي المستعمل في إنتاج الكهرباء. وحددت سفارة واشنطن في بغداد الإعفاء المؤقت بمهلة 45 يوماً، عبر فيديو بثته صفحة السفارة في «فيسبوك» ظهر فيه ديبلوماسيون أميركيون يتحدثون باللغة العربية، قالوا إن «العقوبات الأميركية لا تستهدف الشعب وإنما تستهدف سلوك النظام الإيراني».
هوك: أصبحت ناقلات النفط الإيرانية مسؤوليات قانونية عائمة (أ ف ب )

ويعد العراق عاشر دولة يطاولها نوع من الاستثناءات على العقوبات التي أعادت فرضها الولايات المتحدة ضد طهران، ودخلت حزمة ثانية منها حيز التنفيذ الاثنين الماضي، تتضمن حظراً على قطاعات الطاقة والتمويل والشحن البحري. وتعتمد بغداد اعتماداً كبيراً على المنتجات الإيرانية، وتعتبر إيران ثاني أكبر مصدر للسلع في العراق، بواقع قدر في 2017 بنحو ستة مليارات دولار. كذلك فإن قطاع الكهرباء العراقي الذي يعاني نقصاً حاداً في التغذية، يعتمد على إيران من خلال استيراد الغاز الطبيعي للمعامل، وشراء كميات من الكهرباء الإيرانية في شكل مباشر تصل إلى 1300 ميغاوات، وتحتاج مشاريع النهوض بقطاع الكهرباء عبر عقود بينها عقد مع شركة «سيمنز» الألمانية إلى سنوات لحل الأزمة. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر عراقي قوله: «أعطتنا الولايات المتحدة فرصة 45 يوماً حتى نجد حلاً تدريجياً للتوقف عن استخدام النفط والغاز»، مضيفاً: «لكننا أبلغناهم بأننا نحتاج إلى أربع سنوات حتى نعتمد على أنفسنا، أو نجد بديلاً». وأوضح المصدر أن الإعفاء جاء بعد مفاوضات بين مسؤولين عراقيين وأميركيين ممثلين للبيت الأبيض ووزارة الخزانة.
يعد العراق عاشر دولة يطاولها نوع من الاستثناءات


في غضون ذلك، أصدرت الولايات المتحدة تحذيراً لجميع الموانئ وشركات التأمين العالمية من التعامل مع السفن الإيرانية. وقال المبعوث الأميركي الخاص بشأن إيران، براين هوك، إن تقديم الخدمات «عن علم لشركات الشحن الإيرانية المشمولة بالعقوبات سيؤدي إلى فرض عقوبات» موازية، مضيفاً «من قناة السويس إلى مضيق ملقا وكل النقاط بينهما أصبحت ناقلات النفط الإيرانية الآن مسؤوليات قانونية عائمة». وتوقع أن تلجأ السفن الإيرانية إلى شركات تأمين محلية، لكنه شكك في قدرة هذه الشركات على تغطية أي خسائر. وأمل هوك بعدم وقوع حوادث في مياه الخليج حيث تتواجد السفن الحربية الأميركية «لكن الحوادث هي أمر محتمل في شكل حقيقي بالنظر إلى سجل إيران».