حطّ المبعوث الأميركي إلى أفغانستان زلماي خليل زاد في العاصمة كابل، حاملاً مبادرة وصفت بأنها «خطط» تعتزم الولايات المتحدة مناقشتها مع ممثلين عن حركة «طالبان» الأفغانية، وكل من باكستان والسعودية والإمارات وقطر، بهدف «تحقيق السلام». والتقى خليل زاد الرئيس الأفغاني أشرف غني، أمس، عارضاً المبادرة الأميركية. وأعلنت الرئاسة الأفغانية أن غني رحّب بمبادرة المبعوث الأميركي و«أعرب عن دعمه للجهود المبذولة في إطار عملية السلام»، شاكراً «سعيه لتحقيق السلام». ومن المقرر أن يتوجه خليل زاد إلى إسلام آباد والرياض وأبو ظبي، استكمالاً لمبادرته، فضلاً عن زيارة الدوحة حيث المكتب السياسي لـ«طالبان».وتأتي المبادرة بعد إعلان موسكو فشل مبادرتها التي استضافت الجولة الثانية من «مؤتمر السلام» أول من أمس الجمعة. وأوضحت الخارجية الروسية، في معرض تعليقها على الاجتماعات، أن الحكومة الأفغانية و«طالبان» فشلتا في إنهاء الخلافات بشأن بدء محادثات مباشرة، لكن الأطراف اتفقوا على مواصلة المحادثات في إطار الآلية القائمة. الجدير ذكره أن واشنطن رفضت المشاركة في مؤتمر موسكو، كون الاجتماع الأول لم يخرج بنتائج مهمة. مع ذلك، أرسلت السفارة الأميركية في موسكو ممثلاً حضر المؤتمر بصفة مراقب. كما يأتي التحرك الأميركي بعد بلوغ المساحة المسيطر عليها من قبل الحكومة الأفغانية، أدنى مستوى لها منذ ثلاث سنوات، مع تصاعد الخسائر في صفوف القوات الأفغانية إلى أعلى مستوى، بحسب تقرير أميركي صدر أخيراً. ولا تزال «طالبان» متمسّكة برفض مفاوضة حكومة كابل كونها تابعة للاحتلال الأميركي و«غير شرعية»، وفي الوقت نفسه تجري مفاوضات مع ممثلين أميركيين، آخرها جولتان من التفاوض في قطر، الأخيرة كانت في 12 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي شارك فيها خليل زاد.
صعّدت «طالبان» من هجماتها على مناطق الهزارة


في موازاة التحرك على خط المفاوضات، صعّدت حركة «طالبان» من هجماتها على مناطق أبناء قومية الهزارة الذين يقطنون جنوب شرق البلاد، رغم مزاعم الحركة عدم نيتها استهداف «عرقية أو إثنية أو طائفة بعينها». وأفادت الأنباء عن اندلاع معارك عنيفة، أمس، في منطقة جاغوري بولاية غزنة، أدت إلى سقوط 25 قتيلاً، بينهم 15 عنصراً من القوات الأمنية الأفغانية و 10 مدنيين، وإصابة ستة عسكريين وثمانية مدنيين بجروح، وفق ما نقلت وكالة «فرانس برس» عن متحدث باسم الشرطة في الولاية. وأعلنت «طالبان»، على لسان المتحدث باسمها ذبيح الله مجاهد، أن المعارك أدّت إلى مقتل 22 عنصراً من الوحدات الخاصة في القوات الأفغانية. وتعد الاشتباكات استمراراً لمواجهات مندلعة منذ الأربعاء الماضي في منطقة جاغوري، وهي تهدد بجولة عنف مذهبي وعرقي بين قبائل المنطقة وميليشيات الحركة. وقد استبقت حكومة كابل المخاطر بإرسال تعزيزات عسكرية إلى المنطقة، لمساندة المقاتلين القبليين من أبناء الهزارة.
(أ ف ب، الأناضول)