ردُّ الخارجية جاء بعد تصريحات أكثر تشدداً خرجت عن وزارة الدفاع الروسية. وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، قال إن بلاده «تستعرض الإجراءات التي ستتخذها في حال انسحاب واشنطن»، مضيفاً أن مسؤولي الوزارة عقدوا سلسلة اجتماعاتٍ مع الرئيس الروسي لمناقشة هذه الإجراءات. أما الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، فأكد أنه «تم تشويه الوقائع لإخفاء الهدف الحقيقي من الانسحاب الأميركي من المعاهدة». ولم تمنع التهديدات الأميركية رئيس أركان الجيش الروسي الجنرال فاليري غيراسيموف، من التأكيد أن «موسكو ستزيد حجم ترسانتها النووية»، إذ صرّح في بيان: «يتبيّن أن أحد العوامل الأكثر تدميراً الذي يُعقّد العلاقات الدولية هو تصرفات واشنطن التي تحاول إبقاء دورها في السيطرة على الشؤون الدولية». وتابع: «لهذا الغرض تتخذ واشنطن وحلفاؤها تدابير معقدة ومنسقة لاحتواء روسيا وتشويه دورها في الشؤون الدولية».
نشر الجيش الروسي شريطاً مصوراً لتجربة نظام «بيريسفيت» المتطور
وفور إعلان غيراسيموف، قام الجيش الروسي بنشر لقطات مصوّرة لأنظمة «بيريسفيت» الليزرية القتالية (أعلن عنها بوتين في آذار/ مارس الماضي قبل أن يختار لها اسماً)، التي أدخلت للخدمة في القوات المسلحة. وأظهر مقطع فيديو قصير تجربة نظام الليزر خارج تيكوفو (غرب موسكو)، حيث خرج نظام السلاح المتطور ببطء من ساحة طائرات، ثم دفع جهازاً على شكل برميل، يفترض أنه عدسة ليزر، بعدها انتقلت الكاميرا سريعاً إلى غرفة التحكم والمشغل الذي يتعامل مع النظام عن طريق التحكم من بعد. وقالت وزارة الدفاع الروسية إن طواقمها خضعت لتدريبات صارمة لضمان تشغيل النظام المتطور في شكل سليم خلال عملية الانتشار العسكري، من دون إيضاح مهمة السلاح الذي انقسم المراقبون في تفسير عمله، ما إذا كان نظام تشويش أو نظام تدمير للأهداف (خصوصاً الجوية) في كسور من الثانية.
الخوف من حرب باردة جديدة، دفع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، لحثّ موسكو وواشنطن «على إنقاذ المعاهدة»، محذرة من أن أوروبا لا تريد أن تصبح ساحة معركة للقوى العالمية مرة أخرى، كما كانت خلال الحرب الباردة. وشددت موغيريني على أنه «يجب أن يتمّ التقيد بها في شكل كامل»، آملة في أن يتم استخدام «الوقت المتاح للعمل على الحفاظ على المعاهدة وتحقيق التنفيذ الكامل لها بشكل حكيم من جانب جميع الجهات». يُذكر أن المعاهدة الموقعة منذ أكثر من ثلاثين عاماً عادت إلى الواجهة في تشرين الأول/ أكتوبر، عندما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن بلاده تنوي «إنهاء الاتفاق» وتطوير أسلحة نووية من جديد. على رغم ذلك، أعلن ترامب المعتاد على تغيير مواقفه، الاثنين الماضي نيته العمل مع روسيا والصين بهدف وقف ما وصفه بـ«سباق تسلح كبير وخارج عن السيطرة».