في الوقت الذي تأمل الحكومة الفرنسية بأن تخفّف من احتقان الشارع، بعد الإجراءات التي أقرّتها والتي من المتوقع أن يتبنّاها البرلمان قريباً، لا يزال المشهد مفتوحاً على تحرّكات ستشهدها المناطق الفرنسية، اليوم. الدعوات للتظاهر مستمرة، وعلى رغم أن عوامل كثيرة قد تشكل عاملاً في تخفيف حدّتها، إلا أن مؤشرات كثيرة تدلّ على مواصلتها، من أبرزها الدعوات التي وجهها عدد من «المتحدثين» باسم «السترات الصفر» إلى تظاهرات جديدة في مختلف أنحاء فرنسا. ويأتي ذلك استكمالاً لاحتجاجات عدّة شهدتها بعض المناطق، خلال الأسبوع الحالي، من بينها «تحرّك رمزي» جرى، أمس، لمناسبة العيد الـ41 للرئيس إيمانويل ماكرون. «التحرّك السادس» الذي دُعي إليه الفرنسيون، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قد لا يكون بالمستوى ذاته، كما في السابق، في ظلّ تلبية الحكومة لجزء من المطالب ومصادقة الجمعية العامة على إمكان دفع الشركات مكافأة استثنائية، إلا أن العديد من المؤشرات تدل على إمكانية استعادة الشارع للزخم بعد انقضاء فترة الأعياد، خصوصاً في ظلّ عدم إذعان عدد كبير من المحتجّين لإجراءات الحكومة، على اعتبار أنها غير كافية.
في غضون ذلك، صادقت الجمعية العامة الفرنسية، أول من أمس، على إمكانية أن تدفع الشركات مكافأة استثنائية معفاة من الضرائب للموظفين الذي يتقاضون حتى 3600 يورو، وهي أحد التدابير الطارئة استجابة لحركة «السترات الصفر». وأُقر هذا التدبير بغالبية كبيرة استجابة لقرار الحكومة تشجيع الشركات على منح حتى 31 آذار. هذه المكافأة المعفاة من الضرائب بالكامل حتى ألف يورو ويستفيد منها الموظفون الذين يتقاضون أقل بثلاث مرات من الحدّ الأدنى للأجور، أي أن يصل إلى 4563 يورو مجمل دخلهم قبل الضرائب والاقتطاعات في عام 2019.
وكان قد ردّ الرئيس إيمانويل ماكرون، في وقت سابق من اليوم ذاته، على المتظاهرين المُحتجّين على زيادة الضريبة على الوقود بالقول: «أنتم على حق»، وذلك بعدما جمع التماس ضد الضريبة 1,15 مليون توقيع عبر الإنترنت بعد احتجاجات «السترات الصفر». ووصف ماكرون الالتماس، الذي يورد عدّة طرق لمحاربة التلوث الناتج من الوقود الأحفوري من دون الحاجة إلى زيادة الضرائب، بأنه «تشريع المواطنين».
رد ماكرون على المُحتجّين على زيادة الضريبة بالقول: أنتم على حق


وكتب الرئيس الفرنسي متوجهاً إلى المليون شخص وأكثر الذين وقعوا الالتماس على «تشاينج دوت أورغ»، بالقول: «تلقيت رسالتكم، وأنا أجيب عليها بشكل مباشر، أنتم على حق». وذكّر الموقعين بأن حكومته ألغت الضريبة، وأن لا زيادة في أسعار الوقود أو الكهرباء خلال فصل الشتاء. ويمكن لربّ العمل أن يقرر بشأن منح هذه المكافأة حتى 31 كانون الثاني. واعتبرت وزيرة العمل مورييل بينيكو أن هذه المكافأة «لا تحلّ كل المشاكل، بالطبع، لكن يستفيد منها أكثر الموظفين تواضعاً».
وفيما أكد ماكرون أن خفض استهلاك الوقود الأحفوري الذي يساهم في التغير المناخي هو ضرورة، أضاف أنه «لا يجب أن يتعارض حل مشكلات العالم مع حل مشكلات نهاية الشهر»، في إشارة إلى غضب حركة «السترات الصفر» حول كلفة المعيشة في فرنسا وصعوبة تأمين الحاجات الأساسية.