بعد يومين من إبداء الجيش البرازيلي استياءه من التصريحات التي أدلى بها الرئيس اليميني الجديد، جايير بولسنارو، بشأن استعداده لإقامة واشنطن قاعدة عسكرية في البلاد، أكد وزير الدفاع الجنرال فرناندو أزيفيدو، أنه لا يرى سبباً للسماح للولايات المتحدة بإنشاء القاعدة على أراضي البلاد. ونقلت صحيفة «فالور إيكونوميكو» عن أزيفيدو قوله إن «الموضوع معقّد»، نافياً أن يكون قد جرى تداول القضية رسمياً. وأكد أنه لم يناقش الموضوع بعد مع الرئيس، معبّراً عن رفضه لإقامة القاعدة، بالقول إن «هذا الأمر يحتاج إلى تقييمه بحذر... لا أرى سبباً وجيهاً لإقامة مثل هذه القاعدة». وأشار أزيفيدو، في المقابلة التي أجريت يوم الجمعة ونشرت أمس، إلى أن بولسنارو لم يناقش بعد خططه مع وزارة الدفاع، مشدداً على أن الوزارة هي الجهة المنوط بها الإشراف على مثل هذه الخطوة، وهو أمر أكدته وزارة الدفاع البرازيلية، السبت الماضي، بالقول إن الرئيس «لم يخطرها بمثل هذا المقترح». غير أن صحيفة «فولها دي ساو باولو» البرازيلية نقلت، أمس، عن مصادر لم تكشف عنها، أن «بولسنارو تراجع عن الفكرة». وكان بولسنارو، الذي أدى اليمين الدستورية في الأول من الشهر الجاري، قد صرّح في مقابلة تلفزيونية، الخميس الماضي، بأنه قد يكون مستعداً للسماح بإقامة قاعدة أميركية في البرازيل «كوسيلة للتصدي للنفوذ الروسي في فنزويلا»، وهو موقف أثار انتقاد القوات البرازيلية، إذ قال ضابط إن الجيش لم يستحسن التصريحات التي أدلى بها الرئيس. وأكد الضابط الكبير، كما وصفته وكالة «رويترز» التي أشارت إلى أنه تحدث بشرط عدم نشر اسمه، لأنه غير مخوَّل بمناقشة هذا الأمر علناً، أن القوات المسلحة ستعارض إقامة مثل هذه القاعدة. ونقل الضابط عن أوساط الجيش، أن «احتمال التنازل عن أراضٍ لإقامة قاعدة أدهش ضباط القوات المسلحة البرازيلية» التي تعدّ «حامية السيادة الوطنية». ومن الجدير ذكره أن بولسنارو، قبل تحوله إلى العمل السياسي، كان ضابطاً في الجيش، وقد عيّن جنرالات متقاعدين في حكومته. ولا يخفي الرئيس اليميني المتطرف إعجابه بشخصية الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وقد سارع في توثيق علاقة البرازيل بإدارة ترامب ودعا وزير خارجيته، مايك بومبيو، إلى حفل أدائه اليمين الثلاثاء الماضي. وقال بومبيو للصحافيين، حينها، إن أمام الولايات المتحدة والبرازيل «فرصة للعمل معاً ضد الأنظمة الاستبدادية في المنطقة، مثل الأنظمة في فنزويلا وكوبا ونيكاراغوا».