بعدما رفضت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، أول من أمس، دعوات تأجيل الخروج من الاتحاد الأوروبي «بريكست»، ووعدت بإجراء مزيد من المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي، معربة عن اعتقادها بعدم توافر أغلبية كافية في البرلمان للموافقة على إجراء استفتاء ثانٍ، اقترح حزب «العُمّال» المعارض أن يُمنح النواب فرصةً للتصويت على إمكان إجراء استفتاء ثانٍ، وذلك في إطار سلسلة حلول مقترحة لتجنّب الخروج من الاتحاد الأوروبي «من دون اتفاق».وطرح «العُمّال» تعديلاً برلمانياً، أول من أمس، يطلب من الوزراء أن يسمحوا لمجلس العموم بمناقشة السبل الممكنة لتفادي «بريكست» من دون اتفاق، عند حلول موعد الخروج في آذار/مارس المقبل. وتتضمن المقترحات احتمال أن تعيد ماي التفاوض على اتفاق الخروج، لإدخال بند اتحاد جمركي جديد بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، وبناء «علاقة قوية» مع السوق الموحدة الأوروبية، فضلاً عن «إقرار تصويت شعبي على الاتفاق أو المقترحات». ويدعم غالبية النواب هذا المقترح.
لكن التعديل الذي يريده «العُمّال» يملك فرصة ضئيلة في النجاح، إذ إنه بحاجة إلى دعم نواب حزب «المحافظين» الذي تنتمي إليه ماي، والذين لا يُتوقع منهم دعم خطّة اقترحها زعيم «العُمّال» جيريمي كوربن. ورحّب الداعمون لوضع حدّ لـ«بريكست» بشكل نهائي بفكرة تداول مقترح القيام باستفتاء ثانٍ. ورأى النائب العمالي، ديفيد لامي، أنها «خطوة هائلة إلى الأمام أن يعترف حزبي من خلال تعديل برلماني، وللمرة الأولى، بأن الطريق الوحيد للمضي قدماً هو تصويت شعبي آخر».
وفي السياق نفسه، أعربت وزيرة العدل الألمانية، كاترينا بارلي، عن خيبة أملها إزاء خطة رئيسة الوزراء البريطانية لكسر الجمود الذي يعتري خروج بريطانيا من التكتل، مقترحة إجراء استفتاء آخر. وقالت بارلي لإذاعة «دويتشلاند فونك»: «نعم أشعر بخيبة أمل... هذا ليس الطريق إلى الأمام»، مضيفة أن «ماي أضاعت فرصة لحشد التأييد لاتفاق الخروج الذي تفاوضت عليه مع الاتحاد الأوروبي». وأشارت الوزيرة التي تحمل الجنسيتين الألمانية والبريطانية، إلى أن مسودة الاتفاق «لن تتغير». لكنها استدركت بالقول إنه «يمكن إيجاد سبل للتحايل على الوقت، إذا أجري استفتاء آخر».