«عقدٌ من اللقاءات السرية بين مسؤولين في الاستخبارات الأميركية والكورية الشمالية». هذا ما كشفت عنه صحيفة «وول ستريت جورنال»، أمس، بعد أيام على اجتماع عُقد بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومبعوث كوريا الشمالية لشؤون الملف النووي كيم جونغ تشول (اليد اليُمنى لكيم). الاجتماع الأخير أنبأ بعودة الحراك الدبلوماسي بين البلدين إلى مجراه، بعد أشهرٍ من القطيعة والتوتر أعقبت القمة التاريخية التي عُقدت في سنغافورة، بين رئيسي البلدين كيم جونغ أون ودونالد ترامب، بسبب اختلاف الجانبين على تفسير النص الذي وُقّع في شأن البرنامج النووي الكوري الشمالي. حينها، ربط العديد من المراقبين الخطوة الأميركية ــ الكورية الشمالية بالرئيس الكوري الجنوبي مون جاي، الذي لمع نجمه على أنه «مهندس» الدبلوماسية بين البلدين. إلا أن ما نشرته «وول ستريت جورنال»، كشف أن الأمر يعود إلى فترة زمنية أبعد من ذلك بكثير، أي إلى نحو عشر سنوات عندما «جمعت لقاءات سرية بين مسؤولين في الاستخبارات الأميركية ونظرائهم من كوريا الشمالية، وكانت بمثابة القناة السرية التي سمحت بالتواصل بين الجانبين في أصعب الأوقات، كما ساعدت في إطلاق سراح المحتجزين، وفي تمهيد الطريق لقمة سنغافورة». ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين سابقين وحاليين قولهم إن «القناة السرية بين وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي أي)، وجواسيس خصم الولايات المتحدة اللدود، تضمّنت بعثتين إلى بيونغ يانغ عام 2012 خلال إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، واحدة بقيادة مايكل موريل الذي كان مديراً للوكالة، ثم أخرى على الأقل بقيادة خليفته أفريل هاينز».ووفق الصحيفة، ففي وقت يرجع على الأقل إلى عام 2009، خلقت القناة علاقات بين الأجهزة الأمنية التي قدّمت طريقاً للدبلوماسية، التي كان المحور الرئيس فيها الجنرال كيم جونغ تشول. أما من الجانب الأميركي، فقد تم في هذا العام تكليف جوزيف ديتراني، الضابط السابق في وكالة الاستخبارات المركزية، بمهمة التواصل مع كوريا الشمالية. وبعد تولّيه المسؤولية عام 2010، قام برحلة سرية إلى بيونغ يانغ لتحذيرها من نشر السلاح النووي والأنظمة الصاروخية.