في المقابل، ردّ مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، على بنس، معتبراً الجلسة «جزءاً من الهجوم على هذا البلد من قبل واشنطن». وأشار إلى أن الوضع في فنزويلا «لا يهدد السلام والأمن في العالم، بل ثمة أطراف خارجية تهدد السلام والأمن في فنزويلا». وجدد تأكيده استعداد بلاده للعمل مع كاراكاس على إصلاح الوضع الإنساني، ورفضها التدخل الأميركي في الشؤون الفنزويلية، معتبراً أن العقوبات تعوق حل المشكلات.
ويأتي إعلان بنس قبل يوم من بدء وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، جولة في أميركا اللاتينية، بهدف استكمال التحريض والتحشيد ضد كاراكاس، يزور خلالها تشيلي وباراغواي والبيرو. وستكون ذروة الجولة في المحطة الأخيرة له عند مدينة كوكوتا الكولومبية المحاذية للحدود مع فنزويلا، حيث سيزور منظمات تدعم اللاجئين الفنزويليين، و«سيقيّم التحديات المتعلقة بإغلاق الحدود»، وفق بيان للخارجية الأميركية.
أعلنت فنزويلا انسحابها من «منظمة الدول الأميركية» بعد اعترافها بغوايدو
وفي سياق تأجيج الحملة الأميركية أيضاً، أعلن المجلس الدائم في «منظمة الدول الأميركية» الاعتراف بالانقلابي غوايدو رئيساً انتقالياً، وهو الأمر الذي ردّت عليه كاراكاس برفض البقاء عضواً في المنظمة التي تخدم مصالح واشنطن، مُحدّدة تاريخ الـ27 من الشهر الحالي موعداً للخروج. وأعربت الخارجية عن أسفها لهذا القرار «لِما يمثّله من ابتزاز وضغطٍ على الدول الأعضاء لتنفيذ رغبة أميركا». أما غوايدو، وتماهياً مع اشتداد الحملات، فقد كرر حديثه عن اتصالات «سرية جداً» يجريها مع عسكريين فنزويليين، مدّعياً أن الجيش يرغب في تغيير بالنظام.
في الأثناء، نقلت وكالة «رويترز» عن مشرّع ومصدر حكومي، كما وصفته من دون تحديد هويته، أن «فنزويلا سحبت ثمانية أطنان من الذهب من خزائن البنك المركزي الأسبوع الماضي»، وأن من المتوقع أن تبيع سيولة المعدن الأصفر «مع سعيها إلى تدبير العملة الصعبة في مواجهة العقوبات». وقال المصدر إن «احتياطيات البنك المركزي انخفضت 30 طناً منذ بداية العام، قبل أن يشدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب العقوبات، ليبقى نحو 100 طن في خزائن البنك، تزيد قيمتها على أربعة مليارات دولار».
في غضون ذلك، وقبيل انعقاد جلسة مجلس الأمن، جددت هافانا دعمها لكاراكاس، إذ ندد زعيم «الحزب الشيوعي» الكوبي، راؤول كاسترو، بضغوط واشنطن على البلدين الاشتراكيين، مؤكداً أن بلاده لا تخشى هذه الضغوط. وفي كلمة له أمام الجمعية الوطنية التي اجتمعت لسنّ دستور جديد في البلاد، قال كاسترو: «إننا لن نتخلى عن أي من مبادئنا، ونرفض كل أشكال الابتزاز وزيادة الحرب الاقتصادية وتعزيز الحصار». يأتي هذا التصريح بعدما كانت هافانا قد أعلنت الأسبوع الماضي إدانتها الأعمال العدائية ضد فنزويلا، التي تسعى من خلالها واشنطن لإسقاط حكومة مادورو والثورة البوليفارية، ورفضت إجراءات القرصنة الاقتصادية الجديدة التي تعتمدها واشنطن لإلحاق الضرر بفنزويلا.