بعد فشل جولة المفاوضات الأخيرة التي عُقدت في واشنطن بين كبار المفاوضين الصينيين والأميركيين، والتي كان من المُفترض أن تُنهي الحرب التجارية القائمة بين البلدين منذ حوالى عام، قلب تصعيدٌ أميركي الموازين، في حين اتفق المفاوضون على استكمال المحادثات لاحقاً. وبعد أشهر من هدوء الحرب التجارية، شهد الأسبوع الماضي مشاحنات تجارية بين أكبر اقتصادين في العالم بعد رفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرسوم الجمركية من 10 إلى 25% على سلع صينية بقيمة 200 مليار دولار، لتتوعد بكين من جانبها بالرد.واستكمل ترامب، في اليومين الماضيين تصعيده الذي بدأه الثلاثاء الماضي، حيث دعا الصين إلى التحرك لإتمام اتفاق تجاري قبل انتخابات بلاده الرئاسية عام 2020، ملمّحاً إلى أن شروط بلاده مستقبلاً «قد تكون أصعب مما هي عليه الآن». ومن على منصة «تويتر»، أعرب عن اعتقاده بأن «الصين شعرت بتعرضها للضرب المبرح في المفاوضات الأخيرة». وقال: «لدرجة أنهم (الصين) قد ينتظرون الانتخابات الرئاسية المقبلة في بلادنا، لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم الحصول على الحظ، والحصول على فوز ديموقراطي». وسبق هذا الإعلان تصعيد آخر، جاء على لسان الممثل التجاري الأميركي روبرت لايتهايزر، السبت الماضي، قال فيه إن ترامب «أمر ببدء زيادة الرسوم على جميع الواردات المتبقية من الصين، المقدرة بـ300 مليار دولار». كذلك، أبلغت إدارة الرئيس الأميركي الصين أن أمامها شهر من أجل إبرام اتفاق تجاري أو مواجهة رسوم جمركية على جميع صادراتها إلى الولايات المتحدة. ووفق وكالة «بلومبيرغ» الأميركية، جاء التهديد خلال محادثات الجمعة في واشنطن.
في المقابل، حاول ترامب تخفيف حدة القلق من التوتر التجاري مع بكين، وقال إن بلاده عقدت مع الصين، على مدى يومي الخميس والجمعة، محادثات «صريحة وبنّاءة بشأن العلاقات التجارية بين البلدين». وفي إعلان يُعيد الأمل لعودة الهدوء إلى الحرب التجارية، رجّح المستشار الاقتصادي للرئيس الأميركي لاري كودلو، أمس، أن يجتمع ترامب مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، على هامش قمة مجموعة العشرين يومي 28 و29 حزيران/يونيو، وذلك بهدف التطرق الى المأزق الذي آلت اليه المفاوضات التجارية بين البلدين. وصرّح المستشار لقناة «فوكس نيوز» الأميركية بالقول إن «فُرص أن يلتقي الرئيس ترامب والرئيس شي خلال هذا الاجتماع هي على الأرجح كبيرة نسبياً». وأضاف كودلو: «نحتاج الى شيء أكثر وضوحاً، وحتى يحدث ذلك سنبقي الرسوم الجمركية»، مشيراً إلى أنه «لا يمكننا أن نقبل أي رجوع إلى الوراء». ولفت المستشار من جهة اخرى الى أنه لم يتم تحديد «أي خطة عملية ونهائية» بشأن باقي المفاوضات.