أحيا الفنزويليون الذكرى السنوية الأولى لفوز الرئيس نيكولاس مادورو بولاية رئاسية ثانية في أيار/ مايو من العام الماضي. واحتفل الآلاف من أنصار مادورو في العاصمة كاراكاس بهذه الذكرى، حيثُ جابوا الشوارع، مرتدين القمصان الحمر، وملوّحين بأعلام «الحزب الاشتراكي» الحاكم. وندّد المشاركون بسياسة الولايات المتحدة تجاه بلادهم، حاملين لافتات كُتب عليها: «ترامب ارفع حصارك عن فنزويلا»، في إشارة إلى حزمة من العقوبات المرهقة التي استهدفت الاقتصاد الفنزويلي. أمّا مادورو، فكتب على موقع «تويتر» تغريدة في هذه الذكرى، قال فيها: «نحتفل بالذكرى السنوية الأولى للانتصار الشعبي في 20 أيار/ مايو، وهو اليوم الذي قرّرت فيه فنزويلا الانحياز لمصلحة السلام والديموقراطية والحرية». يُذكر أنه في هذه الانتخابات فاز مادورو بنسبة 68% من الأصوات، فيما قاطعتها المعارضة. وأدى مادورو اليمين الدستورية لولاية ثانية مدتها 6 سنوات في كانون الثاني/ يناير، قبل وقت قصير من إعلان زعيم المعارضة المدعوم أميركياً، خوان غوايدو، نفسه رئيساً انتقالياً لفنزويلا.
بنس: سنستمر في ممارسة الضغط على فنزويلا وكوبا

كذلك، جدّد الرئيس الفنزويلي اقتراحه إجراء انتخابات مبكرة للجمعية الوطنية (البرلمان) التي تسيطر عليها المعارضة. وأمام حشدٍ من أنصاره، قال: «اليوم، أتقدم إلى المعارضة باقتراح: دعونا نتبارز عن طريق إجراء انتخابات... دعونا نجرِ انتخابات مبكرة للجمعية الوطنية وسنرى من هم الذين يدعمهم الشعب»، مضيفاً إن «الانتخابات ستكون حلّاً ديموقراطياً وسلمياً ودستورياً للأزمة السياسية التي تمر بها البلاد». وهذه ليست المرة الأولى التي يدعو فيها مادورو المعارضة إلى إجراء انتخابات تشريعية مبكرة، إذ سبق أن طرحها في شباط/ فبراير، معلناً أن هذا الاقتراح «أصبح قيد الدراسة من قِبَل الجمعية التأسيسية» (المؤسسة التي جرى تشكيلها بمبادرة من مادورو). وجرت الانتخابات الأخيرة للجمعية الوطنية (البرلمان) في فنزويلا عام 2015، حين حالف الفوزُ بها تكتلَ الأحزاب المعارضة، «الطاولة المستديرة للوحدة الديموقراطية»، الذي حصل على 109 مقاعد من أصل 164. وتنتهي صلاحيات التشكيلة الحالية للجمعية في كانون الأول/ ديسمبر 2020.
في المقابل، أعلن مبعوث غوايدو إلى الولايات المتحدة، كارلوس فيشيو، أنه التقى، أول من أمس، مسؤولين من وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) وآخرين من وزارة الخارجية في واشنطن، وناقش معهم جميع جوانب الأزمة الفنزويلية. وقال فيشيو، عبر موقع «تويتر»، إن المحادثات كانت «إيجابية للغاية»، مضيفاً: «نواصل التقدّم». وأعاد غوايدو نشر تغريدة سفيره، وعلّق عليها بالقول: «نتقدم في بناء القدرات والتعاون الدولي الذي يسمح لنا بالخروج من الأزمة والبدء في إعادة بناء بلدنا... نحن مستمرون!». الجدير بالذكر أن الانقلابي غوايدو كان قد أعلن، في وقت سابق الأسبوع الماضي، أن موفده سيجتمع أولاً مع مجموعة الاتصال الدولية، وأنه سيعقد يوم الإثنين لقاءً مع القيادة الإقليمية الجنوبية للجيش الأميركي.
في غضون ذلك، كرّرت واشنطن تهديداتها المبطنة بالتدخل عسكرياً في فنزويلا، إذ أعاد نائب الرئيس، مايك بنس، التذكير بأن «الرئيس دونالد ترامب أوضح أننا ندرس جميع الخيارات الممكنة للعمل في فنزويلا»، قائلاً إن «الولايات المتحدة لا يمكنها أن تقف جانباً عندما تكون فنزويلا رازحة تحت الطغيان والحرمان». وأشار بنس إلى أن ترامب أنشأ ائتلافاً يضمّ أكثر من 50 دولة تعترف بغوايدو كرئيس مؤقت، مضيفاً أن السياسة الأميركية في ممارسة الضغط الدبلوماسي والاقتصادي على فنزويلا وحلفائها الكوبيين «ستستمر».