بعد تواتر التسريبات في الساعات الأخيرة عبر وسائل الإعلام الأميركية في شأن انكباب البنتاغون على وضع خطة عاجلة لإرسال تعزيزات عسكرية إلى المنطقة، في إطار التوتر مع إيران، من بينها آلاف الجنود الإضافيين، خرج القائم بأعمال وزير الدفاع الأميركي، باتريك شاناهان، لينفي صحة تلك التقارير. وقال شاناهان، أمس، في معرض النفي بلغة ساخرة: «استيقظت هذا الصباح وقرأت أننا سنرسل 10 آلاف جندي إلى الشرق الأوسط، ثم قرأت بعدها أن العدد 5 آلاف جندي»، مؤكداً أنه «لا 10 آلاف ولا خمسة آلاف». إلا أنه عاد وأوضح أن البنتاغون يدرس سبل تعزيز حماية القوات الأميركية بما فيها إرسال جنود إضافيين، وقال: «ما نبحثه هو: هل هناك ما يمكن أن نفعله لتعزيز حماية القوات في الشرق الأوسط؟»، مقرّاً بأن «الأمر قد يتضمن إرسال قوات إضافية».وكانت وكالة «رويترز» قد نقلت عن مسؤولَين أميركيَّين طلبا عدم نشر اسميهما أن البنتاغون يدرس طلباً من القيادة المركزية لإرسال نحو 5 آلاف جندي إضافي إلى الشرق الأوسط، فيما أوضح أحد المسؤولين أن «طبيعة القوات المطلوبة ستكون دفاعية». ذلك قبل أن يدخل الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على خط التعليق على الأنباء حول إرسال التعزيزات إلى المنطقة، بالقول إنه يعتقد أن «الولايات المتحدة ليست بحاجة إلى إرسال قوات إضافية إلى الشرق الأوسط لمواجهة إيران»، في إشارة إلى عدم اقتناعه بمطلب إرسال مزيد من القوات.
وفي وقت نقلت فيه وسائل إعلام أميركية أن شاناهان سيجتمع وقادة الأركان «خلال ساعات» مع ترامب في البيت الأبيض لبحث «المسارات المقبلة» مع إيران، قال المبعوث الأميركي الخاص لإيران، براين هوك، إن ترامب هو «الذي يتخذ قراراً عسكرياً» بشأن الملف. وكرّر هوك في مقابلة مع قناة «الحرّة» الأميركية الاتهامات لطهران، معتبراً أن تهديداتها لا تزال قائمة، وقال إن «واشنطن لديها معلومات أكيدة تفيد بأن إيران كانت تخطط لشن هجمات على الولايات المتحدة أو حلفائها».
خسروي: مسؤولون من عدة دول زاروا إيران أخيراً معظمهم يمثلون الولايات المتحدة


في الأثناء، رفضت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي مقترحاً تقدّم به الديموقراطيون لإلزام الإدارة بالحصول على موافقة من الكونغرس قبل اتخاذ أي عمل عسكري ضد إيران، عبر حظر استخدام أي موارد مالية لتنفيذ ضربة عسكرية من دون موافقة الكونغرس. ونقلت صحيفة «ذا هيل» الأميركية عن السيناتور الديموقراطي في اللجنة، كريس مورفي، أن 13 من أعضاء اللجنة رفضوا المقترح، فيما أيّده 9 آخرون.
إيرانياً، وفي تطور جديد على صعيد العلاقة المتدهورة بشركاء الاتفاق النووي الأوروبيين، نقلت «رويترز» عن مصدر دبلوماسي ألماني أن المدير في وزارة الخارجية الألمانية، ينس بلوتنر، موجود في طهران بهدف «الاجتماع مع مسؤولين إيرانيين في محاولة للحفاظ على الاتفاق النووي... وتهدئة التوترات في المنطقة». وإن كان التحرك الدبلوماسي الألماني يشير إلى تطور في المفاوضات بين طهران والدول الأوروبية في شأن الحفاظ على الاتفاق النووي، فإن من الصعب أن يُفهم منه احتمال نجاح وساطة جديدة للتفاوض مع واشنطن. إذ إن المتحدث باسم المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، كيوان خسروي، كشف أن مسؤولين من عدة دول زاروا إيران في الآونة الأخيرة «معظمهم يمثلون الولايات المتحدة»، وجميعهم «دون استثناء، تلقوا رسالة عن صلابة الشعب الإيراني ومقاومته»، مؤكداً أنه «لن تجرى أي مفاوضات بين إيران وأميركا».
من جهته، كرّر الرئيس حسن روحاني المواقف الرافضة للضغوط الأميركية، وشدّد على قرار «الصمود والمقاومة» وعدم الاستسلام بوجه العقوبات. وقال إن «على العدو أن يدرك أنه لا مكان لليأس في قلوبنا، ولو قُصفنا... فإن هذا لن يدفعنا الى التخلي عن استقلالنا». وشدد على مواصلة الصمود «رغم العقوبات الأميركية الجائرة منذ أكثر من عام»، معتبراً أنه «إن قاومنا وصمدنا، فإننا نستطيع أن نتغلب على الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، والقيادات الرجعية في المنطقة».
(رويترز، الأناضول)