مرة جديدة، أظهر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، دعمه للمسار السلمي في البلاد، إذ تعهّد قبل بدء المحادثات المقررة في النروج بين ممثلين عن حكومته وعن زعيم المعارضة خوان غوايدو، بإظهار أفضل النيات الحسنة خدمة لهذه المفاوضات. وفي حديثٍ متلفز، أمس، قال مادورو: «سنظهر أفضل نياتنا الحسنة لنكون قادرين على إيجاد حلول سلمية وديموقراطية، بالاستناد إلى البرنامج الذي اتفقت عليه جميع الأطراف، والمساعدة على تجاوز النزاع في فنزويلا». وأشار إلى أن «هذا حوار بين الحكومة الثورية والقوات المسلحة​ الثورية من جهة، والمعارضة المتطرفة التي تحاول إطاحة الحكومة تلبية لمصالح ​الولايات المتحدة». وعن وفده إلى المفاوضات، قال مادورو إنه سيضم وزير الاتصالات خورخي رودريغيز، وحاكم ولاية ميراندا هكتور رودريغيز، ووزير الخارجته خورخي أرياسا.في المقابل، تستمرّ الولايات المتحدة باستثمار أي فرصة لمحاولة استفزاز سلطات كاراكاس، آخرها كان أمس، عندما أعلنت واشنطن أن المحادثات في النروج يجب أن تركز فقط على إطاحة الرئيس نيكولاس مادورو. وصرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية مورغان اورتاغوس، للصحافيين: «لقد لاحظنا المحادثات في النروج. وكما قلنا مراراً فإن الولايات المتحدة تعتقد أن الشيء الوحيد الذي يمكن التفاوض عليه مع نيكولاس مادورو هو شروط مغادرته» السلطة.
تصريح الخارجية تزامن مع انسحاب واشنطن من مؤتمر نزع السلاح احتجاجاً على تولي فنزويلا الرئاسة الدورية للمنتدى الذي تشرف عليه الأمم المتحدة، في حادثة مشابهة تماماً لما فعلته قبل عام عندما تولت سوريا الرئاسة الدورية. وقال السفير الأميركي لشؤون نزع السلاح، روبرت وود، في تصريحات للصحافيين لدى مغادرته الجلسة المُنعقدة في جنيف: «علينا أن نبذل كل ما في وسعنا لمنع هذه الأنماط من الدول من رئاسة هيئات دولية»، مضيفاً: «من يجب أن يكون في هذا المنتدى وأن يكون جالساً على ذلك الكرسي الآن ممثل لخوان غوايدو، الرئيس المؤقت... نظام (نيكولاس) مادورو السابق مات من الأساس وهو لا يريد أن يتزحزح».
من جانبه، قلّل السفير الدائم لفنزويلا لدى الأمم المتحدة في جنيف، خورخي فاليرو، من قرار الولايات المتحدة مقاطعة المؤتمر، واصفاً محاولات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الرامية لعزل ممثلي حكومة فنزويلا، بـ«السخيفة للغاية والتي لم تؤتِ أُكلها». وأشار فاليرو إلى أن ترك ممثلي الولايات المتحدة وبلدان مجموعة «ليما» صباح أمس قاعة المؤتمر، «ليس إهانة لمؤتمر نزع السلاح فقط، بل هو عدم احترام لجميع السفراء والدبلوماسيين في القاعة»، مؤكداً أن «بلاده ستتسلم الرئاسة الدورية لمؤتمر نزل السلاح حتى 23 يونيو/ حزيران المقبل»، ومعتبراً أن الرئاسة الدورية بالنسبة إلى بلاده «شرف عظيم».