كذلك، أكد أن علاقاته بنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون «استثنائية». وخلال لقاء مع ماكرون، قال إن «العلاقات بينكم وبيني، والعلاقات بين فرنسا والولايات المتحدة استثنائية». وردّ ماكرون عليه بالقول: «أنا حريص على العلاقة التاريخية»، التي تجمع فرنسا والولايات المتحدة. وتابع ترامب: «هؤلاء الذين حاربوا هنا حققوا مستقبلاً لأمتنا، كسبوا استمرارية حضارتنا وأظهروا أمامنا الطريق، لكي نحب وندافع عن طريقة عيشنا لعدة قرون مقبلة. وخلص إلى القول: «فليبارك الله قدامى محاربينا، وحلفائنا وأبطال يوم الإنزال، وليبارك الله أميركا.
وكان ترامب قد تسبب بأكبر أزمة في العلاقات بين أميركا وأوروبا، منذ الحرب العالمية الثانية، بعدما انتقد «حلف شمالي الأطلسي» والقادة الأوروبيين علناً، وبينهم مضيفه الرئيس الفرنسي. إلا أنه خلال زيارته الأخيرة، بدا حريصاً على طمأنة حلفائه بشأن العلاقة مع الولايات المتحدة. إلا أن ذلك لم يمنع من بعض التصريحات الصادرة عنه، والتي تثير نوعاً من الجدل، وخصوصاً في الداخل البريطاني، حيث التقى الملكة إليزابيث الثانية، ورئيسة الوزراء المستقيلة تيريزا ماي، إضافة إلى شخصيات قد تحلّ مكان ماي في منصب رئاسة الحكومة.
قال ترامب لماكرون إن «العلاقات بين فرنسا والولايات المتحدة استثنائية»
وفيما كان بالون يمثل «ترامب الرضيع الغاضب» يحلّق فوق حشد من المتظاهرين الذين أغلقوا حركة المرور وسط لندن، أغدق ترامب المديح على ماي وهاجم زعيم المعارضة جيريمي كوربن. ومع تجمع آلاف المحتجّين بالجوار، وصف ترامب التقارير عن التظاهرات بأنها «أخبار كاذبة» وأنها «صغيرة الحجم». وقال إنه رفض اجتماعاً مع كوربن، الذي ألقى خطاباً نارياً ضد سياسات ترامب، رغم أنه طلب محادثات مباشرة معه. ووصف ترامب كوربن بأنه «قوة سلبية نوعاً ما».
وجاء اجتماع ترامب مع ماي، قبل أيام من موعد استقالتها بعد فشلها في تطبيق «بريكست»، رغم أنه كان محل كل تركيزها خلال السنوات الثلاث الماضية. وستبقى ماي رئيسة للوزراء إلى حين العثور على بديل لها بين 13 مرشحاً سيتعيّن على الفائز منهم اتّخاذ قرارات صعبة قبيل حلول مهلة الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، في 31 تشرين الأول/ اكتوبر، بعدما تأجّلت مرتين.
وبدا الوجوم على وجهيْ ترامب وماي، أثناء توجههما إلى المؤتمر الصحافي، ولم يتصافحا قبل أن يتوجها إلى المحادثات الرسمية في مكتب الحكومة في «داوننغ ستريت». وفي الجوار، خرج نشطاء إلى الشوارع احتجاجاً على العديد من القضايا؛ من بينها آراء ترامب بشأن التغير المناخي، وتبنّيه للجماعات المناهضة للإجهاض.
من جهة أخرى، وصف ترامب وزير الخارجية السابق المؤيد لـ«بريكست» بوريس جونسون، بأنه قائد «ممتاز» يمكنه تحقيق الخروج. وأجرى محادثة هاتفية «ودية وبناءة» لمدة 20 دقيقة معه، بحسب ما أفاد مصدر مقرّب من جونسون.
وتردّد أنه رتّب لعقد لقاءات مع المرشحين لخلافة ماي وزير البيئة مايكل غوف، ووزير الخارجية جيريمي هانت.
حتى إن نايجل فاراج، زعيم حزب «بريكست» المناهض للاتحاد الأوروبي، قال إنه أجرى «لقاءً جيداً» مع ترامب في مقر سكن السفير الأميركي، ركّز على إخراج بريطانيا من الاتحاد. وقال مكتب رئاسة الوزراء إن ترامب كان «من اللباقة» أن أبلغ ماي أنه سيتصل بمنافسيها، واصفاً ذلك بأنه «أمر لا مفر منه».
ومع تزايد عزلة ترامب عن حلفائه التقليديين، حرص على تأكيد «العلاقة الخاصة» التي تربط بلاده ببريطانيا خلال المؤتمر الصحافي. وقال إنه «واثق تماماً» من إمكانية التوصل إلى اتفاق مع المملكة المتحدة، بشأن مشاركة مجموعة «هواوي» الصينية في تطوير شبكة الإنترنت من الجيل الخامس في بريطانيا.
بدورها، قالت ماي: «لقد تحدثت دائماً معك بصراحة يا دونالد عندما كنت تتبنّى نهجاً مختلفاً». وتطرّق ترامب إلى الصعوبات التي من المرجح أن يواجهها خلف ماي، مؤكداً أن «كل شيء مطروح على الطاولة» في محادثات التجارة المستقبلية. وقال: «فيما تستعد المملكة المتحدة للخروج من الاتحاد الأوروبي، فإن الولايات المتحدة ملتزمة بإبرام اتفاق تجارة لا مثيل له بين الولايات المتحدة وبريطانيا».
(رويترز، أ ف ب)