لم يكن يوماً وزير الخارجية السابق في حكومة تيريزا ماي، وصانع انتصار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «بريكست» في استفتاء 2016، بوريس جونسون، قريباً إلى هذا الحدّ من تسلّم رئاسة الحكومة، كما هو الآن. إنه الهدف الذي سعى إلى تحقيقه النائب الطموح، منذ سنوات عدّة. وكما كان متوقعاً، تصدّر جونسون، أمس، نتائج الدورة الأولى من تصويت النواب «المحافظين» ضمن عملية اختيار زعيم لحزبهم، متقدماً بفارق كبير على ستة مرشحين آخرين لا يزالون في السباق بعد استبعاد ثلاثة. ونال جونسون، الداعم بشدة لـ«بريكست»، 114 صوتاً من أصل 313 أدلى بها النواب في اقتراعٍ سري في مجلس العموم. وقال المتحدث باسم جونسون: «نحن مسرورون بطبيعة الحال بالنتائج، لكن يبقى هناك طريق طويل قبل الفوز في السباق». وحلّ بعد جونسون، وزير الخارجية الحالي جيريمي هانت بـ43 صوتاً، تلاه وزير البيئة مايكل غوف بـ37 صوتاً، ووزير «بريكست» السابق دومينيك راب بـ27 صوت، ووزير الداخلية ساجد جاويد بـ 23 صوتاً، ووزير الصحة مات هانكوك بـ20 صوتاً، ووزير التنمية الدولية الحالي روري ستيوارت بـ19صوتاً.
ستُجرى عملية التصويت المقبلة لاستكمال استبعاد المرشحين الثلاثاء المقبل

في المقابل، فشل ثلاثة مرشحين في الحصول على 17 صوتاً، وهو عدد أصوات ضروري للانتقال إلى الدورة الثانية. وقد خرجت من السباق الوزيرة المكلّفة العلاقات مع البرلمان أندريا ليدسوم، بعد حصولها على 11 صوتاً فقط، ووزير الدولة السابق لشؤون الهجرة مارك هاربر، الذي حصل على عشرة أصوات، ووزيرة العمل السابقة ايستير ماكفي، بتسعة أصوات. وستُجرى عملية التصويت المقبلة لاستكمال استبعاد المرشحين الثلاثاء المقبل. فهذه العملية تحصل على مرحلتين، إذ يصوّت النواب البالغ عددهم 313 أولاً للمرشحين في سلسلة عمليات تصويت بالاقتراع السري تسمح باستبعاد المرشحين واحداً تلو الآخر، إلى أن يبقى منهم اثنان. وعندها يكون على أعضاء حزب «المحافظين» البالغ عددهم 160 ألفاً، التصويت للمرشحين الاثنين النهائيين بحلول أواخر تموز/ يوليو المقبل.
وجونسون، الذي ترجّح التقديرات فوزه، يستخدم ورقة أنه منقذ «بريكست» بعد فشل تيريزا ماي في تنفيذ الخروج من الاتحاد الأوروبي. وأُرغمت ماي، التي ستبقى في مهماتها إلى حين تعيين خلف لها، على أن ترجئ إلى 31 تشرين الأول/ أكتوبر موعد «بريكست»، الذي كان مقرراً في الأصل في 29 آذار/ مارس، بعدما رفض البرلمان ثلاث مرات اتفاق الخروج الذي توصّلت إليه مع بروكسل. وأكد جونسون أنه إذا أصبح رئيساً للوزراء، سينفّذ «بريكست» في الموعد الذي حُدد، في حال إعادة التفاوض بشأن الاتفاق أو لا. إلّا أنه خفّف من حدة موقفه الأربعاء الماضي لدى إطلاق حملته، قائلاً إنه سيلجأ إلى الخروج من دون اتفاق «في إجراء أخير». وحذّر جونسون من أنه سيرفض أن تدفع المملكة المتحدة فاتورة الخروج التي تُقدّر الحكومة قيمتها بما يراوح بين 40 و45 مليار يورو، إلى حين موافقة الاتحاد على شروط أفضل للانسحاب، وهو الأمر الذي أثار غضب الجانب الأوروبي.