بعد يومين على إعلان زعيم المعارضة الفنزويلية، خوان غوايدو، استئناف المفاوضات التي عُلّقت سابقاً مع حكومة كاراكاس، خرج الرئيس نيكولاس مادورو، أمس، ليؤكد بدوره انطلاق جولة جديدة تستضيفها، هذه المرة، جزيرة بربادوس شرق الكاريبي.
التصريحات الأولى التي خرجت عن كاراكاس تحدثت عن «أمل» بتحقيق «نتائج ملموسة» في هذا الحوار، وهو ما ورد على لسان مادورو في حديث نقله التلفزيون الرسمي، قال فيه إن «بداية الحوار الذي يحضره ممثلون عن الحكومة النرويجية واعدة جداً». تفاؤل مادور المبنيّ على تقارير «واعدة» من مفاوِضه الرئيس، وزير الإعلام في حكومته خورخي رودريغيز، جاء مشروطاً بأن تدور النقاشات «بنيات حسنة ومن دون تدخل أجنبي»، على أن تتطرق إلى ست نقاط تضم «رؤية شاملة لكل البلاد».
بدوره، كان رودريغيز قد أشار عبر «تويتر» إلى أن الحكومة تأخذ بالاعتبار «رغبة الشعب الفنزويلي القوي في تسوية مسائلنا السياسية والاجتماعية بما يتوافق تماماً مع المعايير الديمقراطية وأحكام دستورنا». وندد الوزير والمفاوض الحكومي بتصريحات غوايدو التي قال فيها إن وفده يتوجه إلى مفاوضات هدفها «إنهاء الديكتاتورية»، وإن هذه الجولة الجديدة من المفاوضات ــــ وهي الثالثة منذ شهر أيار/ مايو الماضي ــــ يجب أن تؤدي إلى رحيل مادورو من منصب الرئاسة الذي يشغله منذ عام 2013، وتشكيل «حكومة انتقالية»، ومن ثم إجراء «انتخابات حرة يتابعها مراقبون دوليون».
وعلى رغم الآمال المعقودة على هذا الحوار، فإن الأهداف التي يضعها الطرفان، الحكومي والمعارض، ستعقّد سياق المفاوضات. فبينما يشترط مادورو «عدم التدخل الأجنبي»، يراهن غوايدو وفريقه على «رحيل مادورو وتشكيل حكومة انتقالية».
وتأتي هذه الجولة بعد فشل جولتين سابقتين في أيار الماضي في العاصمة النرويجية أوسلو، في التوصل إلى أي نتائج ملموسة. وكان غوايدو قد استبعد، مطلع الأسبوع الفائت، استمرار الحوار مع الحكومة بعد وفاة ضابط موالٍ له في السجن، اعتقلته السلطات لمشاركته في محاولة انقلابية قادتها المعارضة بدعم أميركي نهاية شهر نيسان/ أبريل الماضي، لكنه عاد ليفتح باب الحوار «بشروط».