جنباً إلى جنب الدبلوماسية الأوروبية، تسير الولايات المتحدة بحملتها على إيران. تصعيد في ملف العقوبات، أعلنه أمس الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي هدّد باتخاذ إجراءات جديدة بحق طهران، في ما بدا تهويلاً لقبول طهران بالمبادرة الفرنسية بأقل الشروط. تهديد ترامب تزامن مع المواجهة الكلامية والقانونية في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي انعقد بصورة طارئة بناءً على طلب واشنطن.وأمس، جال موفد الإليزيه إلى طهران، مستشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إيمانويل بون، على كل من الرئيس الإيراني حسن روحاني، ووزير الخارجية محمد جواد ظريف، ونائبه عباس عراقجي، وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني. وبحسب مكتب روحاني، سلّم بون الرئيس الإيراني رسالة مكتوبة من نظيره الفرنسي. وما بات واضحاً أن مبادرة باريس ذات بعدين: الأول يتعلّق بإنقاذ الاتفاق النووي من خلال بحث أسباب الإجراءات النووية الإيرانية الأخيرة التي زادت طهران بموجبها نسبة تخصيب اليورانيوم بما يتجاوز حدود الاتفاق، في محاولة لإلزام الأوروبيين بالوفاء بالتزاماتهم. والثاني، مسعى للتوسط بين طهران وواشنطن، أو على الأقل استكشاف الحدود الممكنة لقبول الطرفين بالتفاوض، الذي سيكون وحده القادر على تخليص الأوروبيين من الضغوط الأميركية. هذا التوجه ظهر في تصريح سكرتيرة الدولة الفرنسية للشؤون الأوروبية، إميلي دو مونشالان، التي قالت: «نحاول العمل لجعل المثلث: أوروبا - الولايات المتحدة - إيران، مثلثاً للحوار». وكان قد سبقها وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، إلى وصف مهمة بون بأنها «محاولة فتح مساحة النقاش لتجنب أي تصعيد لا يمكن السيطرة عليه»، حاثاً الأميركيين على القيام بـ«مبادرات التهدئة الضرورية». التفاعل الإيراني مع المبادرة الفرنسي جمع بين الترحيب والحذر، إذ قال ظريف قبل لقاء بون إنه «لا يمكن إجراء أي مفاوضات تحت الضغط»، مطالباً الأوروبيين بـ«حل المشكلة» الناجمة عن انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي. أما روحاني، فأكد أن بلاده «تركت دائماً الباب مفتوحاً للدبلوماسية والحوار»، وأن هدفها لا يزال «التطبيق الكامل» للاتفاق من كل الأطراف.
باريس: نحاول العمل لجعل أوروبا ـ الولايات المتحدة ـ إيران «مثلثاً للحوار»


وعلى صعيد اجتماع الوكالة الدولية للطاقة في فيينا، التي أفادت بأن تخصيب إيران لليورانيوم ارتفع إلى نسبة 4.5% عن 3.67، عرضت البعثة الأميركية على طهران «تطبيع العلاقات معها بصورة كاملة»، والتفاوض بلا شروط، مقابل «التراجع عن الخطوات النووية الأحدث، ووقف أي خطط لاتخاذ خطوات أخرى في المستقبل»، علماً أن الجانب الأميركي الذي دعا إلى الاجتماع الطارئ على خلفية الإجراءات النووية الإيرانية، لم يعد طرفاً في الاتفاق النووي. في الأثناء، ومن على جبهته في «تويتر»، كان ترامب يشنّ هجوماً جديداً على إيران، بدا لافتاً أنه تضمن اتهاماً لها بأنها «لطالما كانت تخصّب (اليورانيوم) سراً، في انتهاك كامل للاتفاق النووي الرديء الذي كلّف 150 مليار دولار، والذي أبرمه (وزير الخارجية الأميركي السابق) جون كيري وإدارة (الرئيس السابق باراك) أوباما». وأضاف: «تذكروا أن أجل هذا الاتفاق كان سينقضي خلال سنوات قليلة»، متوعّداً طهران بأن «العقوبات ستزيد قريباً وبشكل كبير».