أكدت لندن، أمس، الأنباء في شأن محاولة توقيف القوات الإيرانية سفينة بريطانية في مياه الخليج. خبر أعاد التوتر إلى المنطقة، وهو تزامن مع تقدم المسعى الأميركي لتشكيل تحالف أمني في المضائق والممرات المائية في الإقليم، بمواجهة إيران، فضلاً عن الحوار الجاري بين أوروبا وطهران حول الاتفاق النووي، ما يزيد تعقيد المشهد على أكثر من خط.إلا أن الحرس الثوري الإيراني الذي كان قد نفى الأنباء عن محاولة زوارق إيرانية توقيف سفينة بريطانية، لم يخف على لسان نائب قائده، علي فدوي، نية الرد على احتجاز القوات البريطانية ناقلة النفط الإيرانية في جبل طارق. وقال فدوي إن الولايات المتحدة وبريطانيا «ستندمان بشدة» على احتجاز «غريس 1»، من دون أن يذكر تفاصيل حول الثمن، وأضاف: «لو أن العدو قام بأدنى تقييم، لما كان تصرف على هذا النحو».
أما بيان الحرس الثوري في شأن السفينة البريطانية، فأوضح أن «دوريات السفن التابعة للحرس تسير ضمن العادة وضمن مهماتها الموكلة إليها وتقوم بها بشكلٍ ذكيّ ودقيق وقوي، وخلال الـ 24 ساعة الأخيرة لم يتم التعرّض لأي سفينة أجنبية، من ضمنها السفن البريطانية البريطانية». في المقابل، أعلنت الحكومة البريطانية، أمس، أن ثلاث سفن إيرانية حاولت اعتراض سبيل الناقلة «بريتيش هيريتدج» التي تشغلها شركة «بي. بي.» النفطية، أثناء مرورها عبر مضيق هرمز، إلا أن سفينة «مونتروز» الحربية البريطانية عمدت الى التمركز بين السفن الإيرانية والناقلة البريطانية ووجهت تحذيرات شفهية لتبتعد السفن الإيرانية إثر ذلك. وإذ حثّ المتحدث باسم الحكومة البريطانية، إيران، على «تهدئة الوضع في المنطقة»، وصف وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، الإعلان البريطاني بـ«الهراء».
وعلى رغم نفي المؤسستين السياسية والأمنية محاولة اعتراض السفينة، فإن هذه التطورات تأتي بعد ظهور دعوات في طهران تطالب بـ«الرد بالمثل» على عملية احتجاز القوات البريطانية «غريس 1» في جبل طارق، وكذلك تهديدات علنية من الحرس الثوري بأن ما جرى للناقلة الإيرانية لن يمرّ دون رد، وهو ما يعني أن التوتر سيستمر في المنطقة، وأن احتمال حدوث احتكاكات وارد في أي لحظة طالما أن قضية الناقلة الإيرانية لم تُحلّ بعد.
رجّح «البنتاغون» أن يعلن عن التحالف الأمني البحري في الأسبوعين المقبلين


وتبحث الولايات المتحدة مع حوالى 20 دولة من حلفائها خطط التحالف الأمني الجديد لتأمين مواكبة ناقلات النفط والشحن التجاري في المياه قبالة إيران واليمن، والذي يرجح أن يعلن عنه في الأسبوعين المقبلين، بحسب ما أعلن جنرال في «البنتاغون» أمس. إلا أن وكالة «رويترز» نقلت أمس عن مصدر أمني بريطاني أن لندن «ستكون حازمة في دفاعها عن مصالحها البحرية في الخليج، لكنها لا تريد تصعيد الوضع مع إيران»، في لهجة تختلف عن الموقف الأميركي ومسعى «البنتاغون» لتسيير مثل هذه الدوريات. وقد رفعت القوات البريطانية، الثلاثاء الماضي، مستوى أمن السفن إلى المستوى الثالث الحرج، وهو الأعلى في فئته، بما يخصّ السفن التي ترفع العلم البريطاني في مياه إيرانية، وهي تُقدّر بما بين 15 و30 سفينة يومياً.
في الإجراءات البريطانية، وفي ما بدا رداً على المحاولة الإيرانية المزعومة إيقاف السفينة البريطانية، أعلنت شرطة جبل طارق، أمس، أنها ألقت القبض على قبطان ومسؤول الناقلة الإيرانية المحتجزة لديها «غريس 1»، وذلك بتهمة «خرق العقوبات الأوروبية على سوريا». وذكرت الشرطة أنها صادرت من السفينة وثائق وأجهزة إلكترونية، وأن «التحقيق لا يزال جارياً وغريس 1 لا تزال محتجزة» من دون إعطاء تفاصيل أكثر. يشار إلى أن طهران سبق أن رفضت الاتهامات، وأكدت أن السفينة كانت في المياه الدولية ولم تكن وجهتها ميناء بانياس السوري.